يحق للنائب ان يغضب، ومن حقه التعبير عن غضبه ... وبدورنا يحق لنا ان نسأل السيد نواف الذي بقيى هادئا مطمئنا طيلة الخطابات التي سمعها وسمعناها عن الفساد
 

مملة وسخيفة وسمجة هذي الخطابات الفارغة التي يجلد فيها اللبنانيون على مدار يومين أو ثلاثة تحت مسمى مناقشة البيان الوزاري، فلا النواب مقتنعون بأن ما يدلون به هو محل تأثير او نقاش حقيقي، ولا الحكومة ووزراؤها ورئيسها يستمعون.. انما هو وقت مستقطع من عمر اللبنانيين ضمن مقتضيات تحكم هذه الطبقة عينها من قبل ومن بعد .

وأما ما يسمى بالثقة، فهي تحصيل حاصل من مجموع الكتل الممثلة بالحكومة، فلا اعرف ما الحاجة الى كل هذه العراضة الخطابية من اعضائها والتي صارت محل قرف اللبنانيين وكان من الاجدى أن تختصر الكلمات إذا ولا بد على النواب الغير ممثلين بالحكومة حصرا 
  من بين المتكلمين حتى الان، لابد من الاشادة بالنواب الذين اعلنوا عدم منحهم الثقة، وفي مقدم هؤلاء النائبة يعقوبيان وما اثارته بكلمتها من هجوم كاسح عرت به المستوزرين القدامى الجدد و "إنجازاتهم " التي اوصلت البلاد والعباد الى ما نحن عليه .

 

اقرا ايضا : لبنان بديلًا عن فنزويلا

 

 

يبقى لا بد من الاشارة هنا، عن خلو كل المداخلات والكلمات من الشق السياسي الذي تطرأ له النائب سامي الجميل بجدارة لافتة، وما ان وصف الواقع  وتسال عن الموازين السياسية التي حكمت ولادة الحكومة وتسال كما معظم اللبنانيين عن دور حزب الله فيها، وهذا غير خاف على كل متابع حتى ثارت ثائرة النائب الحزباللهي نواف الموسوي غاضبا ومقاطعا باسلوبه المتعجرف المعتاد حتى وصل به الامر ( كما العادة ) للتهديد بقطع الرقاب والارجل !!! 
يحق للنائب ان يغضب، ومن حقه التعبير عن غضبه ... وبدورنا يحق لنا ان نسأل السيد نواف الذي بقيى هادئا مطمئنا طيلة الخطابات التي سمعها وسمعناها عن الفساد، وعن الهدر، وعن سوء احوال اللبنانيين ، وعن جورج زريق ، وعن السرقات ، وعن الصفقات وعن وعن ، وما أن وصل الحديث الى حزبه حتى غضب وهدد .. 
كم كنا نتمنى من السيد نواف أو واحدا من الشبيبة الاشاوس ان يقف تحت قبة البرلمان ويصرخ باعلى صوته : إن اليد التي سوف تمتد على المال العام سوف نقطعها ، وإن من يتلاعب بحياة اللبنانيين ومستقبل الشباب العاطل عن العمل سوف نقتلعه من جذوره، وان من يلوث مياهنا وهواءنا ويسقي اهلنا ماء مخلوط بالبراز سوف ندمره ...

 ليت نواف الموسوي غضب وثار من اجل الناس واللبنانيين وناخبيه اولا واخيرا مستذكرا بذلك مقولة الشهيد السيد عباس " سنقاوم الفساد كما قاومنا الاحتلال .. " 
حينئذ كنا تفهمنا هذا الغضب .
ولكن للاسف فإن نواف الموسوي لا يغضبه ما يشرب منه اهلنا في الضاحية لان المهم عنده ان تبقى مياه طهران صالحة للشرب ومصالح طهران هي العليا ،،، حتى وإن غرق لبنان واهل لبنان بالجحيم،  فالى متى سنبقى نعاني نحن المواطنون المتروكون من  مثل هذا الغضب الاحمق !