اعتبر عضو كتلة "الوسط المستقل" النائب ​نقولا نحاس أن الحكومة الجديدة تستحق فرصة خاصة وأن لا خيار آخر أمامنا، لافتا الى ان "مجرد ايلائها من خلال بيانها الوزاري اهتماما كبيرا بالشق الاقتصادي يتوجب الوقوف عنده، مع علمنا ان لا شيء محسوم بخصوص اتجاهنا لحلول جذرية ونهائية للمشاكل التي تتربص بنا، لكن هناك فرصة ويتوجب اقتناصها".

وأكد نحاس في حديث لـ"النشرة" أن عددا كبيرا من النواب سيراقب عمل هذه الحكومة وسيكون بالمرصاد في حال التلكؤ أو المماطلة، مشددا على وجوب توافر الوعي الكافي لدى كل الفرقاء حول كيفية تحديد الأطر السليمة والفاعلة. وقال: "العملية بالنيات والقدرة، والأهم أن يتكلّم الجميع نفس اللغة بما معناه أن تكون لديهم الأهداف الموحدة".

وأشار نحاس الى أن التجربة والتاريخ اللبناني يقولان بأن حكومات الميثاق الوطني أو ما يُعرف بحكومات الوحدة الوطنية لطالما كانت حكومات مناكفات سياسية، باعتبار ان المطلوب الاتفاق على كل تفصيل سياسي، وبمعظم الأوقات تكون الاتفاقات اتفاقات مصالح فئوية غير مرتبطة بالشأن العام. وقال: "عسى خطورة الظرف تجعلهم يستوعبون ألاّ خيار أمامهم الا التوافق. هذا هو التحدي الاساسي الذي سنواجهه في المرحلة المقبلة، خاصة وأن الخلافات السياسية اندلعت بعد ساعات من ​تشكيل الحكومة​، ما قد يوحي بأنها لن تختلف عن سابقاتها من الحكومات لجهة ان الحلول ستأتي على قاعدة الحد الأدنى من التوافق فيما المطلوب الحد الأقصى منه". وأضاف: "دعونا لا نتكهّن وننتظر ما ستنتجه ولنفكر بايجابيّة واذا اكتشفنا كنواب انها لا تسلك المسار المطلوب عندها سنكون بالمرصاد".

وردا على سؤال عما اذا كانت العودة الى قاعدة التصويت داخل ​مجلس الوزراء​ أجدى من اعتماد قاعدة الاجماع، أشار الى ان "اللجوء الى التصويت سيعني ان هناك خلافا جذريا على التوجهات الاساسية، ونحن اليوم لا نملك هذا الترف لانه يتطلب مساحة للتحرك نفتقدها أيضا".

وأوضح نحاس أن كتلته ستتقدم بعرض مفصل حول الموضوع الاقتصادي خلال جلسات الثقة وستشدد على وجوب اعتماد حل شامل وليس مجزّأ"، لافتا الى ان خطة "ماكنزي" عالجت جزءا من المشكل الاقتصادي وليس المشكل ككل، وقال: "السؤال الاساسي الذي يجب أن تجاوب عليه أي خطة هو لماذا وصلنا الى هنا، على ان يتمّ بعدها وضع توصيات لكل القطاعات وليس لعدد معين من القطاعات كما فعلت ماكينزي".

وتطرق نحاس للحراك الاقليمي والدولي باتجاه لبنان، فاعتبر انه لا يمكن أن نكون ساحة للصراعات او تصفية الحسابات بل نقطة تلاقٍ، وان كان من الصعب لعب هذا الدور في المرحلة الراهنة وفي ظل التشنجات والتحديات التي تشهدها المنطقة. وقال: "لكن هذا بالنهاية خيارنا الوحيد وعلينا التمسك بكوننا وطن رسالة فلا ننحاز الى أيّ طرف ونتمسك ب​النأي بالنفس​".