من الكورة إلى المنصورية فالضاحية الجنوبية، ثلاثة رجال قتلوا أنفسهم بسبب الأوضاع المعيشية الصعّبة.. فهل تستفيق الدولة؟!
 

تزداد الأحوال المعيشية سوءًا في لبنان، ويزاد معها الفقر والحاجة التي تدفع إلى اليأس والعجز. 

ففي 8 شباط 2019، "أقدم جورج زريق على إضرام نفسه بالنار في باحة مدرسة بكفتين – قضاء الكورة، وذلك بسبب سوء وضعه المادي وتراكم القسط المدرسي المتوجب عليه".

وفي 8 شباط، "عُثر على (مارون.خ) جثة هامدة داخل فان نوع تويوتا في المنصورية - قرب كنيسة السانت تريز، نتيجة تناوله مادة سامة".

أما في 10 شباط، "فقد حاول هيثم خرشوم الإنتحار بواسطة السكين في محلة الجاموس، وذلك نظرًا للأوضاع المادية الصعبة، وتم نقله إلى مستشفى السان تيريز". 

إقرأ أيضًا: حنان وفاطمة ضحيتا الإهمال في بعلبك

رجل أضرم النار في نفسه، تناول مادة سامة، وأخر بواسطة سكين، فماذا نريد أكثر من ذلك لننتفض رفضًا للغلاء المعيشي والحالة الإجتماعية الصعبة التي يمر بها لبنان وترزح تحت وطأتها الآف العائلات اللبنانية.

هذه الحالات الثلاث سلطت الضوء مجددًا على حوادث الإنتحار التي يشهدها لبنان، والتي سجلت في العام 2018 حوالي 200 حالة انتحار، مقارنة بـ 143 حالة خلال العام 2017، وهو عدد مرتفع في مجتمع تحرّم كل طوائفه قتل النفس.

إقرأ أيضًا: فاطمة مشيك لا تزال في انتظار المساعدة

جورج، مارون، وهيثم أثاروا غضب الرأي العام اللبناني من الطبقة السياسية الحاكمة، وفتحوا باب السجال واسعًا على اليأس الذي يضرب أرباب العائلات، نتيجة تدهور الأوضاع الإقتصادية وغلاء المعيشة والأقساط المدرسية، إلى أن وصل الحدّ ببعضهم لدرجة الإنتحار بأقسى الطرق.

إذًا، لا يوجد أي مؤشر يدل على أن هذه الحوادث الممتالية ستكون شرارة انتفاضة على القوى السياسية التي أوصلت البلد إلى هذه الحال، لأن اليأس من الأوضاع المتردية أصبح مقرونًا بيأسٍ من القدرة على التغيير.