مي زيادة، أديبة وكاتبة لبنانية فلسطينية، ولدت في 11 شباط، أتقنت تسع لغات هي: العربية، والفرنسية والإنكليزية والألمانية والإيطالية والإسبانية واللاتينية واليونانية والسريانية، وُلدت في الناصرة وتلقت دراستها الابتدائية هناك، والثانوية في عينطورة بلبنان، انتقلت عام 1907 مع أسرتها للإقامة في القاهرة، ودرست في كلية الآداب وأتقنت اللغةالفرنسية والإنكليزية والإيطالية والألمانية، عملت بتدريس اللغتين الفرنسية والإنجليزية،وفي الوقت ذاته، عكفت على إتقان اللغة العربية وتجويد التعبير بها. تابعت دراستها في الأدب العربي والتاريخ الإسلامي والفلسفة في جامعة القاهرة، نشرت مقالات أدبية ونقدية واجتماعية منذ صباها فلفتت الأنظار إليها، ثم كان كتاب "باكورة" عام 1911 أول ديوان شعر كتبته باللغة الفرنسية وأول أعمالها بالفرنسية كات بعنوان "أزاهير حلم"، ثم توالت إصداراتها، أما قلبها، فقد ظل مأخوذاً طوال حياتها "بجبران خليل جبران"، رغم أنهما لم يلتقيا ولو لمرة واحدة، ودامت المراسلات بينهما لعشرين عامًا منذ 1911 وحتى وفاة جبران عام 1931، واتخذت مراسلاتها صيغة غرامية عنيفة وهو الوحيد الذي بادلته حباً بحب وإن كان حباً روحياً خالصاً وعفيفاً، ولم تتزوج على كثرة عشاقها، عانت الكثير بعد وفاة والدها عام 1929 ووالدتها عام 1932، وقضت بعض الوقت في مستشفى للأمراض النفسية وذلك بعد وفاة "جبران" فأرسلها أصحابها إلى لبنان حيث يسكن ذووها الذين أدخلوها إلى "مستشفى الأمراض العقلية" وحجروا عليها فاحتجّت الصحف اللبنانية وبعض الكتاب والصحفيين بعنف على السلوك السيء لأقاربها، فنقلت إلى مستشفى خاص في بيروت ثم خرجت إلى بيت مستأجر حتى عادت لها عافيتها وأقامت عند الأديب أمين الريحاني قبل أن تعود إلى مصر، عاشت صقيع الوحدة وبرودة هذا الفراغ الهائل الذي تركه لها من كانوا السند الحقيقي لها، وحاولت أن تسكب أحزانها على أوراقها وبين كتبها فلم يشفها ذلك من آلام الفقد الرهيب لكل أحبابها دفعة واحدة، فراحت تتنقل بين مصر وإنجلترا وإيطاليا علها تسكن بعض آلامها، لتعود إلى مصر. توفيت عام 1941 بعد صراعها مع واقعها الذي أضناها، وكتب في رثائها العديد من المقالات منهم ل "هدى شعراوي"، و"امين الريحاني" وغيرهم، تاركةً ثروةً أدبية وتراثاً أدبياً خالداً، من اهم كتاباتها: "رجوع الموجة"، "الحب في العذاب"، "موت كناري".