رغم الهزائم يشكل التنظيم تهديدا فعليا ليس في سوريا والعراق انما في الدول الاجنبية ايضا.
 
تراجعت طموحات وقدرات، تنظيم الدولة الإسلاميّة على تأسيس دولة الخلافة، فتحوّل في المرحلة الأخيرة إلى حركة متمرّدة، لا تملكُ في جعبتها سوى الخطاب الطائفيّ لتقديم عقيدة مُتماثلة، من أفغانستان إلى سوريا.
 
ورجّح الخبراء في شؤون التنظيم المسلّح، أنّ الخلافة التي أقامها تنظيم الدولة في العراق قد تكون إنتهت، إلّا أنّ المُفارقة تكمُن بإنتشار الأيديولوجيّة الخاصّة بها خصوصًا وأنّ هناك مئات المجاهدين من التنظيم قد حُصروا في الشرق السوريّ.
 
يُبسطُ تنظيم الدولة الإسلاميّة، سيطرته حاليّاً على أقلّ من واحد في المئة من مساحة الخلافة التي كان قد أعلنها على مناطق سيطرته السابقة في سوريا والعراق، بحسب ما كشف يوم أمس الخميس، التحالف الدولي بقيادة واشنطن، التي توقّعت إنتهاء المعارك خلال أسبوع.
 
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أنّ الجيش الأميركيّ يُخطط لسحب قواته من سوريا، في نهاية نيسان. 
 
من جهةٍ أخرى، كشفت صحيفة "التايمز" في تقريرٍ لها، بأنّ البنتاغون قلق من أن يجد التنظيم مساحة لإعادة رصّ صفوفه في ظلّ غياب القوات التي تُقاتله، لاسيّما  وأنّ عدد المقاتلين في سوريا والعراق ليس دقيق، مُوضّحةً بأنّ التقديرات تتراوح ما بين 3 آلاف إلى 30 ألف مقاتل. 
 
وذكرت  الصحيفة في تقريرها تحليل الخبير كولمب ستراك، الذي رأى أنّ تنظيم الدولة نظّم من جديد صفوفه في العراق بعد إعلان الحكومة العراقيّة هزيمته في كانون الأول 2017، لكنّ نُلاحظُ حالة إحياء له في وسط العراق، ونتوّقع الأمر ذاته في سوريا. 
 
واستند التقرير إلى الدراسة التي تقارن بين هزيمة الإتحاد السوفييتي في أفغانستان وحروب الولايات النتحدة في العراق وسوريا، وكيف إنتشر المجاهدون من الحرب الأفغانيّة حول العالم، ومنهم من أتى إلى أوروبا. 
 
ومُني التنظيم، الذي أعلن خلال عام 2014 إقامة الخلافة على مساحات شاسعة سيطر عليها في سوريا والعراق، كانت مساحتها تٌخمّن بمساحة بريطانيا، بخسائر ميدانية كبرى خلال العامين الأخيرين على وقع هجمات شنّتها أطراف عدّة. وبات وجوده حالياً يقتصر على مناطق صحروايّة حدوديّة بين البلدين.
 
وبعد إعلان التنظيم تأسيس الخلافة في سوريا والعراق، إنضم الآلاف من المقاتلين بينهم أجانب الى صفوف التنظيم، قبل أن يتقلّص عددهم تدريجياًّ على وقع هجمات عسكريّة في البلدين.
ولحق التنظيم خسائر مُتلاحقة، لكنّه لا يزال يُشكّلُ مصدر تهديد فعلي، لاسيّما وأنّه يتحرّك في المناطق التي تمّ طرده منها، عبر خلايا نائمة تقوم بعمليّات إنتحاريّة وتخريبيّة تستهدف مواقع مدنيّة وأخرى عسكريّة.
 
رغم هذه الهزائم، يُشكّلُ التنظيم تهديدًا فعليًّا سواء في سوريا أو العراق أو حتى الدول الأجنبيّة حيث تبنّى خلال الأعوام المنصرمة إعتداءات دمويّة عدّة.
وفي الختام، رغم ضعف تنظيم الدولة الإسلاميّة حاليًّأ إلّا أنّه أنجز هدفه بالفعل خصوصًا وأنّه إستطاع جذب عشرات الآلاف من كافة أنحاء العالم للإنضمام إلى صفوفه.