لو ان احدا قال ما قاله جبران باسيل عن أسرائيل كيف كان سيتصرف تجار المقاومة وممانعوها؟
 

امتص الرئيس نبيه غضب جماهير حركة أمل ولم يسمح لهم بالتمادي في ردّات الفعل ضدّ الوزير جبران باسيل لحظة وصف دولة الرئيس بأوصاف مسيئة كادت أن تضع الوضع في لبنان في مهب يأجوج ومأجوج وكان يا ماكان لو حكمة دولته وعدم سماحه للمناصرين كيّ يفجروا غضبهم بطريقة يخبرها من عاد وقاتل حركة المحرومين أمل .

أمس سكت المناصرون للسيد نصرالله عندما قال وزير ورئيس التيّار بأنه حما حزب الله وجعل من صموده ومن انتصاراته وعوداً ممكنة في مرحلة حصار كامل للحزب ولم تتحرك جوقة الزجالين المعروفين للدفاع عن مقاومة تحمي ولا تُحمى من أحد على الاطلاق ولم نسمع صوتاً من أيّ فرقة من فرق الدفاع المقدس عن مقاومة جعلت منهم أهل سلطة ومواقع ونفوذ وأدوار بعد أن كانوا اسماء غير معروفة لا في الوسط الجهادي ولا في الوسط السياسي وباتوا محظوظين بفعل فاعل أو نتيجة لقرعة في وعاء يضم أسماء مهملة .

ما يهمنا هنا أن بعض الفتية ممن نفخوا بدور التيّار وبعض قادته فتحوا الباب أمام القاصي والداني كيّ يضعوا المقاومة داخل حسابات سياسية وداخل صندوقة مقايضة تلبي حاجة المواقف المبذولة الى مزيد من السلطة وتلبية طموحات غير مترددة في احتكار المسؤولية عودة الى ماض كان بالنسبة لطائفة معينة هو يوم السعد كونه أعطاها مسؤولية البلاد كاملة دون شريك أو شراكة .

 

اقرا ايضا : بومبيو يصفق للحكيم

 

 

لو قال ما قاله الوزير باسيل أحد من المارة أو من جماعة أخرى  لفتحت أعيرة النار عليه من كل حدب وصوب ولتم اتهام القائل بالعمالة أولاً وقبل كل شي ولماجت جموع المحللين الكبار والصغار لسحله وسط الجموع كيّ يتربى من تسول له نفسه النيل من مقاومة ومن حزب يحتاجه الجميع ولا يحتاج أحداً كونه حالة دفاع عن البلاد والعباد وتضحية منذورة لأمن لبنان فلم يتحرك أصحاب الأحذية ولا أصحاب الألسنة ولا من أمهلوا العدو الاسرائيلي ثوان لألقائه مجدداً في البحركي يغرق بكيانه المصطنع .

عجيب أمر السياسة في لبنان تبرر للحليف كل أقواله وكل أفعاله ومهما كانت مرّة في حين لا يقبل من المختلف موقفاً لا تفوح منه رائحة العداوة بل ضرورة الاختلاف في الرأي فتجد محاولات التمنن تظهر يومياً ولا من يعترض رغم أن الحديث عن حماة للمقاومة يحتاج الى نقاش لتأكيد أن المقاومة تحمي ولا تُحمى كم ذكرت سابقاً ولكن الرضوخ للقرارات العليا يعطل العقل لصالح غريزة الطاعة .

لقد نبه النبيه بري لإشكالية التعاطي مع قوى سياسية طامعة وطامحة بتغيرالتوازنات الداخلية والطائفية عودة الى المراحل الأولى من تاريخ لبنان السياسي ولكن قصر نظر البعض دفعه الى تجاوز رؤية الرئيس بري وهذا ما أسّس لسياسة جديدة في لبنان على ضوء تحالف يُنذر بعواقب كثيرة اذا ما استمر ويبدو أن هناك من يطرب الى المدح المجاني على حساب الحسابات السياسية ببعدها السلطوي فيتنازل ويعطي اكراماً للاطراءات التي ينقلها الناقلون للتدليل على عظمة ترك السلطة المباشرة كي يبقى التارك لها المثل الأعلى  لقوى منهمكة في أكل لحم السلطة .