في حين أن تجربة إيران بمساندة الشعب العراقي التي تهيمن هي على مفاصل كامل اللعبة السياسية هناك لا تبشر بالخير، بل على العكس تمامًا
 

المؤكد أن إيران التي تحدث عنها السيد نصرالله في ذكرى مرور أربعين عامًا على قيامها، هي غير ايران التي يتحدث عنها الرئيس روحاني، والشعب الإيراني الذي حدثنا عنه السيد نصرالله هو غير الشعب الإيراني الذي تحدث عنه عبد الرضا رحماني فضلي وزير الداخلية ومعاناة البطالة والفقر. 

إيران التي يراها سماحة السيد، هي إيران التي تمده وحزبه بموازنة ضخمة شهريًا، ومن الطبيعي أن لا يرى بإيران إلا النجاحات الباهرة والإنجازات الأسطورية، (فعين المحب عن كل عيب كليلة ...). 

كان من الأجدى لو أن السيد قام بقراءة موضوعية عن تجربة الثورة الإيرانية، معددا الى جانب الايجابيات أماكن الإخفاقات ومواضع العجز والفشل، لكان أكثر إقناعًا وأكثر صدقية بالخصوص أن الرأي العام صار على إطلاع تام بكل شاردة وواردة في هذا العالم المفتوح على تحصيل المعلومة، بحيث تصبح المبالغة هنا هي محط نفور، وليست محل اندهاش. 

إقرأ أيضًا: وزارة الصحة وأموالها بين القانون والحكم الشرعي!

واحدة من هذه المبالغات أيضًا، هي تقديم ايران على أنها المنقذ المرتقب للأزمات اللبنانية من كهرباء وجسور وانفاق وغيرها .. في حين أن تجربة ايران بمساندة الشعب العراقي التي تهيمن هي على مفاصل كامل اللعبة السياسية هناك لا تبشر بالخير، بل على العكس تمامًا فالعراق (منذ تسلم الشيعة للسلطة) برعاية ايرانية مباشرة يعيش أبشع أيامه بكل مجالات الإنماء، فلا كهرباء ولا مياه ولا بل أغرق في أزمات إقتصادية وبطالة لم يشهدها على زمن الطاغية صدام حسين!! 

يبقى الأخطر من كل هذا وذاك، هو سعي حزب الله الآن، إلى إدخال ايران "إنمائيًا" إلى لبنان، في زمن العقوبات الأميركية المتشددة على كل من يتعامل مع الجمهورية الإسلامية، مما يعني وضع لبنان أكثر فأكثر على فوهة بركان لم تستطع اكبر شركات العالم التي أنهت عقودها التجارية مع طهران من تحمله فسارعت للهروب والنفاد بريشها!! 

إقرأ أيضًا: هذا ما سيحصل بعد 100 يوم

فعرض صواريخ ايرانية الصنع للجيش اللبناني من أجل التصدي لطائرات العدو الإسرائيلي، لم تستعملها ايران في الدفاع عن نفسها وعن مواقعها المستهدفة في سوريا، لا تعدو أكثر من هروب والإختباء خلف الجيش اللبناني لتبرير ضعف "المقاومة" للمرة الثانية بعد الحديث في الأسبوع الفائت عن دور الجيش وتقديمه من أجل التصدي لبناء الجدار على الحدود الجنوبية.

إذا كان الهدف من هذه العروض هو وضع لبنان كخط دفاع متقدم عن الجمهورية الإسلامية في حربها الإقتصادية مع أميركا، وهذا مدلول أنها لن تكون وحيدة في حربها،، فهذا يعني أن صواريخ نصر الله سوف تستهد الحكومة اللبنانية الوليدة أولًا والشعب اللبناني ثانيًا وليس العدو الصهيوني.