يطلّ رئيس حزب «القوات اللبنانية» الأحد المقبل «باللحية وبالصحة الجيدة» خلافاً لما تعرّض له من إشاعات خلال وجوده في الخارج. الصحة جيدة والبلد يُفترض أن يبدأ التعافي، وإلّا دخل في المحظور، والملفات كبيرة سياسياً واقتصادياً، ولعلّ الانقاذ الاقتصادي هو الأهم.
 

اما لماذا باللحية المستدامة؟ فلأنّها لاقت استحساناً، ولأنّ واجب الحلاقة اليومي يستهلك ربع ساعة، كافية لقراءة ملف اضافي أو تقرير مهم في عز انطلاقة الحكومة الجديدة. وأما لماذا الحلقة من دون الضيوف الثابتين (الصحافيين)؟ فلأنّ جعجع يريد أن يشرح معالم مرحلة جديدة وأن يطوي مرحلة طويلة قبل الانتخابات وبعدها، وقبل تأليف الحكومة وبعده.

عن مهمات الحكومة ودور وزراء «القوات اللبنانية» فيها، وعن ملفاتهم الاساسية سيتطرّق جعجع بالتفصيل، انطلاقاً من مسلّمات اساسية:

في الملف الاول، أي الملف الاقتصادي الذي يوليه جعجع أهمية كبرى، سيتحدث عن خطة عمل مشتركة انطلاقاً من روحية البيان الوزاري لإقرار خطة إصلاح شاملة في الدولة.

وصحيح أنّ هؤلاء الوزراء يتولّون حقائب محدّدة هم مسؤولون عنها، لكنهم ايضاً يشكّلون جزءاً من السلطة التنفيذية حيث يُصنع القرار، وسيكون لهم رأي واضح في كل الملفات الاقتصادية، من الكهرباء الى الإتصالات الى متابعة التزام وقف التوظيف في القطاع العام، الى مكافحة التهرّب الضريبي.

وفي ما يتعلق بوزراء «القوات» فقد كُلِّف الوزير غسان حاصباني ملف مؤتمر «سيدر»، كذلك سيكون مع الوزير كميل أبو سليمان متخصصان في كل ما يتعلق بمتابعة الشأن الاداري في الدولة ودراسة جدول اعمال مجلس الوزراء وتفنيده، وسيكون لوزراء «القوات» الاربعة اجتماع اسبوعي في معراب قبل كل جلسة لمجلس الوزراء للمشاركة في اجتماعات الحكومة كفريق عمل منسجم، علماً أنّ مطالبة جعجع السابقة بتفعيل حكومة تصريف الاعمال ركّزت على ضرورة البت بملفات اقتصادية هي نفسها ما سيتمّ تسليط الضوء عليها في الحكومة الحالية.

في الملف الثاني، اي الملف السياسي، ستكون الوزيرة مي شدياق مكّلفة متابعته في الحكومة، بالتناغم مع زملائها الآخرين. كما انّ الوزير ريشار قيومجيان سيتولّى المهمة نفسها.

وضمن هذا الملف، سيحدّد جعجع خلال حواره المتلفز عبر قناة «الجديد» في برنامج مع الزميل جورج صليبي، ثوابت «النأي بالنفس» وعودة اللاجئين ورفض التفرّد بتوجّه الحكومة الواضح في هذا المجال، مثلما فعل الوزير جبران باسيل عندما دعا الى عودة النظام السوري الى جامعة الدول العربية، كذلك سيعاود جعجع تأكيد الموقف من سلاح «حزب الله» وعدم توريط لبنان في أي نزاع خارجي، وتطبيق القرارات الدولية والتمسّك بالدستور.

وفي الملف الثالث، سيتطرّق جعجع الى ضرورة صوغ استراتيجية دفاعية طالما كانت اساساً للحوار الوطني، وتمّ تعطيلها بما يصبّ في خانة ربط الدفاع عن لبنان بالدولة وحدها. كذلك سيتطرّق الى ضرورة الاتفاق على استراتيجية خارجية (اذا جاز التعبير)، اي أن يتم تحديد سياسة لبنان الخارجية وليس أن يختلط الامر على أي كان ليفرض سياسته الخارجية على الجميع.

عن التحالفات والتوازنات داخل الحكومة، سيكون لجعجع مواقف واضحة خصوصاً في ما يتعلق بالعلاقة مع الرئيس سعد الحريري التي لم تتضرّر جوهرياً، حتى بعد فرض أمر واقع على «القوات» في التنازل عن وزارة الثقافة.

وسيتحدث جعجع عن مرحلة «أوعى خيّك» بعدما تضرّرت في العمق بفعل الاشتباك الدائم مع باسيل، والتي لا يُنتظر أن تعود الى معدل استقرارها الطبيعي في ظل ابتعاد الخيارات على طاولة الحكومة وخارجها.

وكذلك سيكون له موقف اذا ما سُئل عن المعركة الرئاسية المقبلة، التي لا يراها حُكماً بين خياري باسيل وسليمان فرنجية اللذين لا ثالث لهما.