بعد مئة يوم على تشكيلها.. الحكومة العراقيّة في خطر!
 
أعطى الشعب العراقي ثقته وأمله في هذه المرحلة السياسيّة، لاسيّما وأنّها المرّة الأولى التي يترأسُ مجلس الوزراء سياسيًّا خارج حزب الدعوة الإسلاميّ، وهو الحزب الشيعيّ الذي برز كأقوى جناح سياسيّ مُسيطر في العراق، بعد الإطاحة بنظام صدّام حُسين عام 2003.
 
وبعد مرور مئة يوم على ترأس عادل عبد المهدي الحكومة العراقيّة، بدأ الشعب العراقي يسحبُ ثقته منه تدرجيًّا، لعدم تحقيق الأخير أيّ تقدّم في ملف تشكيل المجلس، لعدم قدرته على مواجهة الأحزاب السياسيّة ذات النفوذ الواسع في الداخل العراقي. 
 
بدوره، إختار عبد المهدي بعض الوزراء بحرّيّة، إلّا أنّ هنالك ثلاثة مناصب (الداخليّة، الدفاع، والعدل) لا تزالُ شاعرة وسط خلافات بين الخصمين السياسيّين الرئيسيّين وهما هادي العامري، ومقتدى الصدر، اللّذين يُصرّان على تعيين كلّ من مرشّحيهما.
 
 
وأتى وعد عبد المهدي، باختيار وزرائه بنفسه، بدلًا من السماح للأحزاب السياسيّة باختيار مرشّحيهم، بهدف إسترجاع الثقة في العملية السياسيّة التي تُعدُّ في الداخل العراقي فاسدة وغير ديمقراطيّة منذُ عقود.
 
رجّح البعض أنّ عدم قدرة عبد المهدي على تعيين كافّة وزراء حكومته يعودُ إلى خضوعه لسيطرة الأحزاب السياسيّة بعد أن منحته ثقتها وهي اليوم تُهدّده بسحبها منه.
 
خطّة عبد المهدي السياسيّة، لاشكّ أنّها كانت ضروريّة، حيثُ إستطاعت تهدئة الثورة الشعبيّة بعد المظاهرات الغاضبة ضدّ الحكومة، التي أشعلتها أزمة المياه والصرف الصحّيّ، نتيجة الإهمال وسوء إدارة الموارد العامّة في البلاد. 
 
وتعمّ حالة من الإستنفار داخل المجلس النيابي العراقي، إثر عدم إكتمال التشكيل الحكومي، وهذه الحالة ستدفع بعض التحالفات إلى إجراء مواقف حاسمة تجاه حكومة المهدي، ومحاسبتها على الفترة المنصرمة.
 
من جهته، يواصل البرلمان العراقي في جلساته مُناقشة الموازنة العامّة لـِ 2019، وقراءة بعض مشاريع القوانين قبل نهاية الفصل التشريعيّ الأوّل، فيما خلا الجدول من أيّ إشارة تتعلّق بإكمال تشكيل الحكومة، وسط إتهامات متبادلة لبعض وزراء الحكومة بالطائفيّة السياسيّة.
 
يُشار إلى أنّ عبد المهدي، هو سياسيّ مستقلّ وكان حلًّا وسطيًّا وافقت عليه أكبر كتلتين شيعيتين في البرلمان: كتلة الإصلاح التي يقودها حزب "سائرون" التابع لـِ مقتدى الصدر، وكتلة البناء، التي تضمّ الجناج السيّاسي للحشد الشعبي، الذي يجمعُ بعض المناصرين لـِ إيران.