شكر وزير خارجية العراق محمد الحكيم أميركا والتحالف الدولي لوقوفهم الى جانب العراق في مواجهة " داعش " وتحرير البلاد والعباد من رجس الإرهاب وطالب التحالف بالمزيد من الدعم المتعدد والمتنوع من الإعمار الى الأمن على قاعدة التشاور المسبق مع حكومة العراق وهذا ما لا تتباناه إيران الساعية الى إخراج أميركا من العراق وعدم ابقاء قوات أميركية لأن ذلك يُضعف من دور وسلطة الحرس في العراق .

 

اللافت اهتمام وزير خارجية أميركا بالوزير العراقي في مؤتمر حشدت له أميركا وزراء خارجية التحالف ضدّ " داعش " وقد صفق الوزير الأميركي للوزير العراقي وطلب من الوزراء التصفيق له ومن ثمّ قدمه للكلام باسم العراق .

 

رغم أن كلمة الوزير العراقي مكتوبة جيداً بحيث لا يزيح فيها عن الخطوط المرسومة من خلال التأكيد على دور التحالف لا على دور أميركا في تحرير العراق وتقديم المساعدات العسكرية والفنية للقطعات العسكرية العراقية تحسُباً للحساسيات الايرانية والتي قد تعترض على كلمة الحكيم اذا ما مدح أميركا وأثنى على دورها الأساسي في التحرير .

اقراايضا :هل خسّر المستقبل السعودية وربّح النظام السوري؟

 

 

حتى اللحظة لم تحسم بعد وزارات حسّاسة في الحكومة العراقية لعدم تمكّن السيد عادل عبد المهدي من شرب حليب السباع وتقرير ما هو لصالح العراق لا لصالح أميركا وإيران ولكن من أتى نتيجة تفاهم مسبق بين الدولتين العدوتين سيبقى أسير المزجان الأميركي والإيراني وهذا ما سيعيب العراق وما سيضعه في قنينة مغلقة لا يستطيع الخروج منها الاّ من خلال اليد التي تفتح له كيّ يتنفس ومن ثم يعود طوعاً الى عنق الزجاجة التي صنعها له الأميركيون والإيرانيون نتيجة سيطرتهم على العراق وعلى العراقيين .

 

لذا يبدو العراق صعباً في مرحلة تجاذب أميركي – إيراني خاصة وأن ترمب شهد بأن إيران دولة داعمة للإرهاب وقد أضاف وزير خارجيته  مايك بومبيو بأن على ايران الانسحاب من سورية وقد حضر ديفيد هيل الى لبنان لتجفيف مصادر حزب الله المالية وقد سبق ذلك خروج أميركا من الاتفاق النووي وفرض المزيد من العقوبات على ايران بحيث تداعى الاقتصاد الإيراني وبات ميتاً جرّاء العقوبات وتدهور العملة وارتفاع نسب البطالة وانكماش السوق وبلوغ الأزمة الى تجّار البزار أحد دعائم النظام الايراني .

 

هذا الموقف الأميركي المستجد من إيران منذ مجيء ترمب جعل مما انجزته إيران في عهد أوباما في مهب رياح أعداء ايران بحيث لم تقطف ثمار ما بذلته في سورية ولم تنجح في حفظ المواقع التي وصل اليها الحوثيون في اليمن ولم تتمكن من تجاوز حواجز السعودية في لبنان فمن المستحيل تشكيل حكومة بلا رئاسة الشيخ سعد الحريري رغم بلوغ ايران النفوذ الأقوى في لبنان وكذلك في العراق لم تستطع تشكيل حكومة غير أميركية ولم يحصد جيشها الشعبي قيمة ما زرعه في أرض العراق وباتت صرخات التنديد بدور ايران في العراق تتصاعد و بقوّة رغم ما تبذله ايران من امكانيات للمّ الجميع حولها كجارة حاضنة للتشيع وللأقليات العراقية بعد تجربة " داعش " المرّة بحق الأقليات رغم أن المتضرر الأول من إرهاب داعش هم سُنة العراق .