هل يؤدي استقواء باسيل وتشدد الحريري إلى المشكلات القائمة في البلد؟
 

أولاً: التّشدّد الباسيلي

قبل أن يُهدّد وزير الخارجية جبران باسيل بالنّزول إلى الشارع بعد حوالي مائة يوم، إن لم تتحقّق آماله وتطلّعاته وأهدافه، احتجاجاً على شركائه في السّلطة الذين قد يكبحون جماحه في تمرير الصفقات، وفي نفس الوقت ضدّ المواطنين الغافلين الصابرين، باعتبارهم شركاء "مُفترضين" لخصومه السياسيين، وكان قد أقدم قبل ذلك على الطّلب من بعض الوزراء (الذين أنعم عليهم باللّقب) التّوقيع على استقالاتٍ خطّية، ووضعها بتصرّفه، مُتجاوزاً كلّ الأنظمة والقوانين والأعراف، وفي مقدمها الدستور الذي أناط برئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء تشكيل الحكومة وقبول استقالة الوزراء أو إقالتهم، وجاءت هذه "العنتريات" التي لم يسبقه إليها احدٌ قبل ذلك، لا سيّما أنّها جاءت معطوفة على خطاب الظّفر والاستعلاء الذي كان قد خرج به باسيل غداة تأليف الحكومة.

إقرأ أيضًا: الوزير باسيل .. خطابُ الظّفر والاستعلاء

ثانياً: التّشدُّد الحريري

رئيس الوزراء سعد الحريري وقف بالأمس في السراي الحكومي قبل نيل الثّقة، مُتوعّداً من يحاول أن يقف في وجهه، طالباً منه أن يتنحّى، وهو سيُكمل ولو اصطدم مع أيٍّ كان، ومن حمد الله تعالى أنّه لم يُفصح عن ما يُمكن أن يُصيب من يقف في وجه الرئيس الحريري، كما فعل ذات يومٍ الرئيس الراحل أنور السادات عندما قال: من سيقف في طريقي "حفرمُه"، والفرم كما هو معلوم عملية تقطيع اللحوم والخرضوات قطعاً صغيرة جداً، أمّا قائد ثورة الفاتح الليبي فقد وصف الليبيين عندما ثاروا ضدّه بالفئران والجذران، والمعارضين بالكلاب الشاردة، وكان القائد البعثي الراحل صدام حسين قد قال في وقفةٍ وجدانية: لا يحتمل قلبي أن أدوس على نملة، أمّا من يخرجون على النظام ويشُقّون عصا الطاعة، فلا يرفُّ لي جفنٌ لو اجتثثتهم من على وجه الأرض بالآلاف.

حمداً للّه على السلامة، مع النّصيحة بعدم الوقوف في وجه الرئيس الحريري وهو يُنجز مع حليفه الودود جبران باسيل مشاريع الماء والكهرباء وتنظيف البيئة وحلّ مشاكل النازحين، وسداد المديونية العامّة، وحفظ المال العام، والقضاء على البطالة وتأمين كافة الخدمات الحياتيّة، مع رجاء الأمل لعدم اضطرار الوزير باسيل اللجوء للشارع، لأنّ معاليه لا يستحقّ أن تُقابل جهوده الجبارة في خدمة المواطنين بالجحود والنّكران.