تناول الكاتب المختص بالشؤون الدولية "آدم تايلور" عن "حالة الإتحاد" في خطاب ترامب المقرر أن يلقيه الرئيس الأميركي في الكونغرس يوم الثلاثاء القادم، وقام تايلور بمقارنة ما قاله ترامب في خطابه العام الماضي وما تحقق حتى الآن.
وعرض تايلور بعض الوقائع والأحداث منذ استلام الرئيس للحكم حتى الآن، وعن علاقاته المتوترة مع حلفاءه المقربين على صعيد الولايات المتحدة والعالم.
وأوضح تايلور أنّه قبل خطاب ترامب العام الماضي كان الرئيس الأميركي قد اعترف رسميًا بالقدس عاصمةً لإسرائيل، فتطرّق الى هذا الموضوع في خطابه، قائلاً إنّ الدول التي تعارض نقل سفاراتها من تل أبيب الى القدس ستخسر المساعدة المالية الأميركية. لكن بحسب الكاتب فقد واجهت هذه السياسة صعوبات لوجيستية بتطبيقها، لا سيما مع مواجهة معارضة من داخل الكونغرس، باعتبار أنّ هذا الأمر سيفسح المجال أمام النفوذ الصيني، كذلك فقد أثّر الإعتراف الأميركي على عدم عودة الفلسطينيين الى طاولة السلام.  
ولفت الكاتب إلى أنّه خلال خطاب "الإتحاد" الأخير، عمد ترامب إلى الحديث عن الأمور والقضايا الداخلية، كغيره من الرؤساء الذين سبقوه الى البيت الأبيض، لكنّ ترامب تطرّق أيضًا إلى قضايا مهمّة عن 9 دول هي الصين وروسيا والعراق وسوريا وإيران وأفغانستان وكوريا الشماليّة وكوبا وفنزويلا، إضافةً الى عملية السلام الفلسطينية.  
 
فعن الصين وروسيا قال ترامب: "نواجه  أنظمة ومجموعات إرهابية وأخرى منافسة كالصين وروسيا واللتين تتحديان مصالحنا وإقتصادنا وقيمنا".  وأشار الكاتب الى أنّ بعد خطاب ترامب، عمل الفريق المقرّب منه على اتباع سياسات لمواجهة هذين البلدين أبرزها تطبيق الحرب التجارية على الصين والإنسحاب من إتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية مع روسيا. 
واعتبر الكاتب أنّ ترامب لا يزال غير مقتنع أنّ القوتين الصينيّة والروسيّة تشكلان القلق الأكبر لأميركا، فقد أعلن منذ حوالى الأسبوع أنّ الإستخبارات الأميركية ركّزت كثيرًا على التهديدات القادمة من موسكو وبكين.
وتطرّق الكاتب إلى العراق وسوريا أيضًا، مذكرًا بأنّ ترامب كان قد قال العام الماضي: "منذ سنة، تعهدت بأننا سنعمل مع حلفائنا من أجل إزالة تنظيم "داعش" عن وجه الأرض، والآن أنا فخور لأنّ التحالف الدولي تمكّن من تحرير 100% من الأراضي التي كان يسيطر عليها هذا التنظيم في العراق وسوريا، ولكن هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به، وعلينا أن نستمرّ بالعمل حتى هزيمة داعش كليًا". 
وتابع الكاتب أنّه في كانون الأول 2018، أعلن ترامب عن قراره بسحب قواته من سوريا، وقد قادت هذه الخطوة وزير الدفاع جيم ماتيس إلى الإستقالة، ويقول عدد من الخبراء إنّ "داعش" يستعدّ لإعادة جمع عناصره، كما أنّ توقيت سحب 2000 جندي أميركي من سوريا لا يزال مربكًا وغير دقيق. 
 
ودخلت أفغانستان أيضًا في كلام ترامب العام الماضي، حين قال: "إنّ الجيش الأميركي هناك أصبح لديه قواعد اشتباك جديدة ولم نعد نخبر أعداءنا بمخططاتنا". وهنا يقول الكاتب: "لقد بدأت واشنطن بسحب قواتها من أفغانستان، كما أنها تسعى لمحادثات سلام مع حركة طالبان التي قد تؤدّي إلى اتفاق تنسحب بعده جميع القوات الأميركية من أفغانستان مقابل حصولها على ضمانات أمنية"، مضيفًا أنّ "طالبان ترفض حتّى الآن إجراء محادثات مع الحكومة المنتخبة". 
 
كذلك فقد تحدث ترامب عن إيران وقال إنّه لن يسكت عن تجاوزات طهران، ثمّ أعلن ترامب في أيار 2018 عن الإنسحاب من الإتفاق النووي مع إيران، قبل أن يفرض عقوبات جديدة على إيران، وقد تسببت هذه الخطوة في احتكاك بين واشنطن والدول الأوروبية التي لا تزال تحترم الاتفاقية.
 
وأشار الكاتب الى أنّ ما قاله ترامب عن فنزويلا وكوبا كان ما يلي: "فرضت حكومتي عقوبات صارمة على الدكتاتوريين في كوبا وفنزويلا"، وأوضح الكاتب أنّ الرئيس الأميركي يستمرّ بتطبيق الضغط الإقتصادي على البلدين لا سيما فنزويلا، حيثُ اعترفت واشنطن بزعيم المعارضة خوان غوايدو كرئيس مؤخرًا. 
 
 وبحسب الكاتب فقد اختتم ترامب خطاب عام 2018 بالحديث عن انتهاكات حقوق الإنسان التي قام بها كيم جونغ أون في كوريا الشماليّة، ولكن في 12 حزيران 2018 التقى ترامب وكيم في سنغافورة، حيثُ أجريا محادثات حول نزع السلاح النووي،  ومن المقرر عقد قمة ثانية بين الرئيسين في وقت لاحق من شباط الجاري.