تنوعت اهتمامات الصحف الفرنسية اليوم في 05/02/2019، وركّزت في معالجة القضايا العربية على زيارة البابا الى أبو ظبي، وعلى استمرار الاحتجاجات في السودان منذ أكثر من شهرين. كما توقفت عند تنامي المعارضة ضد الوجود الأمريكي في العراق بعد تصريحات ترامب.
 

تحت عنوان: "في الامارات، البابا يدافع عن الحرية الدينية" كتبت "لوفيغارو" ان بابا الفاتيكان وفي خطاب وصفته الصحيفة بالمباشر جدا، دعا أيضا الى الحوار مع المسلمين.

البابا كان يتحدّث أمام رجال دين وسياسيين في مؤتمر حول الأديان في أبو ظبي، أمس في اليوم الثاني من زيارته، وتخلّل هذا المؤتمر بعنوان "مؤتمر الأخوّة الإنسانية"، توقيع البابا وشيخ الأزهر أحمد الطيب على وثيقة تدعو إلى "مكافحة التطرف".

من جانبها صحيفة "لاكروا" تابعت زيارة الحبر الأعظم للإمارات، وقالت إن البابا شجّع الحوار لوقف الحروب في اليمن وليبيا وسوريا والعراق، داعيا مجددا الى الحوار بين الأديان، ومُذكّرا بأنه "لا يوجد أي عنف يمكن تبريرُه دينيا".

اما صحيفة "ليبراسيون" فقد اعتبرت ان الامارات ومن خلال الاستقبال الرسمي الحافل الذي حظي به البابا، تريد ان تعكس صورة "بطلة" التسامح.

"في السودان، ليس أفقر الناس في الشارع"

هكذا عنونت "ليبراسيون" في سياق تطرقها للوضع في السودان، قائلة ان عمر البشير الذي يتربع على السلطة منذ عام 1989، يواجه مظاهرات غير مسبوقة، حيث تتحدى الطبقة الوسطى منذ أكثر من شهرين عنف الشرطة للاحتجاج ضد النظام الذي يضطهد مكوناتها، وينزف اقتصاد البلاد.

وتابعت اليومية الفرنسية ان ثلث السودانيين لم يعرفوا غير عمر البشير رئيسا. رئيس الدولة الوحيد في السلطة المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور، وقالت "ليبراسيون" إن المشير يواجه حركة احتجاج شعبية غير مسبوقة منذ توليه رئاسة الدولة في 1989، حيث ينزل الالاف من الناس يوميا تقريبا، منذ تسعة وأربعين يوما، متحدّين قوات الشرطة بشجاعة.

وعلى العكس من انتفاضة 2013 التي خلفت 170 قتيلا على الأقل، فان الانتفاضة الحالية وان اندلعت إثر الترفيع في سعر الخبز ثلاثة اضعاف بسبب مشاكل السودان النقدية، الا ان ليس أفقر الناس هم اليوم في الشارع، كما تشير الصحيفة-وانما الطبقات الوسطى والطبقات العمالية.

تصريحات ترامب تقوّي معارضي الوجود الأمريكي في العراق

براي صحيفة "لوفيغارو" التي توقفت عند إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب نيته البقاء في العراق بهدف "مراقبة ايران". اعلان اثار استياء بغداد، ودفع مسؤولين عراقيين الى المطالبة بانسحاب القوات الاميركية من بلادهم. وعلّق جورج مالبرينو ان "استفزاز" ترامب دفع معارضي استمرار الوجود الأمريكي في العراق الى الاعراب عن سخطهم، داعين الى انهاء الوجود العسكري الأمريكي في بلادهم.

والانتقادات جاءت حتى من الرئيس برهم صالح الذي تربطه علاقة طويلة مع الإدارة الأمريكية-يتابع جورج مالبرينو في لوفيغارو-حيث قال برهم صالح أمس إن "الدستور العراقي يرفض اتخاذ العراق قاعدة لضرب او الاعتداء على دول الجوار"، مؤكدا أن " القوات الاميركية متواجدة ضمن سياقات قانونية وباتفاق بين البلدين واي عمل خارج الاتفاقية غير مقبول".

الا ان أشرس الانتقادات براي الكاتب جاءت من أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر العدو القديم للولايات المتحدة الامريكية حيث اعتبر النائب صباح السعدي من كتلة التيار الصدري ان "الانسحاب الأمريكي من العراق بات واجبا وطنيا". هذا النائب الذي قدم مشروع قانون في هذا الشأن، يناشد الى اعتماده في أقرب وقت ممكن. اما حسن الكعبي الرجل الثاني في البرلمان المقرب من مقتدى الصدر فقد وصف تصريح ترامب ب"الاستفزاز الجديد".