في الأيام الأخيرة قبل مقتله، كتب الروائي الراحل الدكتور علاء مشذوب، الذي تم اغتياله مساء السبت أمام منزله في منطقة باب الخان الواقعة ضمن الطوق الأمني المشدد للمدينة القديمة، عبر منشور على حسابه بفيسبوك عن قائد الثورة الإيرانية السابق روح الله #الخميني ، "كانت عندي فكرة ضبابية عن هذا الزقاق الذي سكنه الخميني (في إشارة إلى أيام نفي الخميني من قبل شاه إيران في السبعينيات من القرن الماضي، التي قضى جزءا منها في العراق) وهو فرع من الزقاق الرئيس والطويل والذي يطلق عليه عگد السادة.
 
وتابع مشذوب كاتباً:" هذا الرجل (الخميني) سكن العراق ما بين #النجف و #كربلاء لما يقارب 13 عاماً، ثم رُحّل إلى الكويت التي لم تستقبله، فقرر المغادرة إلى باريس ليستقر فيها، ومن بعد ذلك صدّر ثورته إلى إيران عبر كاسيت المسجلات والتي حملت اسم ثورة الكاسيت، ليتسلم الحكم فيها، ولتشتعل بعد ذلك الحرب بين بلده، والبلد المضيف له سابقاً (العراق)".

لم يمضِ على هذا المنشور إلا أسابيع قليلة، حتى اغتيل مشذوب، بـ 13 طلقة نارية أمام منزله عند عودته من مقر اتحاد الكتاب والأدباء في كربلاء، بعد تلقيه مكالمة هاتفية وسط الأمسية التي كان أقامها الاتحاد.

وكان شقيق المغدور قاسم مشذوب قال في حديث سابق لـ"العربية.نت"، إن من يتكلم حول فساد السلطة سواء السياسية منها أو الدينية، يصبح ضحية كلمته الحرة.

وبيّن أن الدكتور علاء مشذوب، كان أحد ضحايا تلك الكلمة المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية، وإنهاء معاناة المواطنين من الفساد الذي نخر جسد الدولة والمجتمع.

قائد شرطة كربلاء يتدخل
وفي متابعة منها لمعرفة الجناة المنفذين لعملية اغتيال الروائي العراقي، الذي عرف بجرأته في كتاباته النقدية للأوضاع العامة في البلاد، شكلّت قيادة شرطة كربلاء "المحافظة التي ينتمي إليها مشذوب" فريق عمل من كبار ضباطها للاستمرار بالبحث عن ملابسات الحادث، فيما نفت اعتقال أي شخص حتى الآن.

وأوضحت قيادة شرطة كربلاء المقدسة في بيان حصلت "العربية.نت" على نسخة منه الأحد، أن فريق عمل مكون من كبار ضباطها المختصين في كشف الجرائم الجنائية والتحري، مستمر بالبحث لكشف ملابسات قضية مقتل مشذوب يوم السبت، بإشراف ومتابعة ميدانية من قبل قائد شرطة المدينة اللواء أحمد علي زويني، لأخذ قصاصهم العادل بأقرب وقت ممكن.

وأضاف البيان، أن القوات الأمنية والاستخباراتية والعناصر السرية تعمل بوتيرة عالية للبحث منذ السبت والوصول إلى المجرمين الحقيقيين.

وكانت وزارة الثقافة العراقية واتحاد الأدباء والكتاب نعوا السبت الروائي الدكتور علاء مشذوب، الذي تميز بكتاباته الجريئة والمنتقدة للسلطة والوضع العام للبلد.