المواطن اللبناني لا يريد بيانا وزاريا لإرضاء الدول المانحة، ولا يريد بيانا وزاريا عاطفيا، ولا يريد بيان وزاريا للشعارات والوعود.
 

 الصورة التذكارية للحكومة أخذت يوم أمس كتقليد بروتوكولي يتبعه لبنان منذ عقود ويعني فيما يعنيه توثيق اللحظة كحدث لبناني جديد، ومع الصورة التذكارية يوم أمس كشكل من أشكال البروتوكول يتساءل كثير من اللبنانيين عن الصور التذكارية للحكومات السابقة، ما الأثر الذي تركته في حياة اللبنانيين؟ ما الأثر الذي تركته على صعيد الحياة السياسية في لبنان؟ وما الأثر الذي تركته هذه الصورة على الصعيد الوطني العام؟ 

المواطن اللبناني الذي ينظر أبعد من الصورة، كصورة معبرة عن الحكومة، وينظر أبعد من الحكومة بشكلها وتركيبتها، ليطل على الافعال والبرامج، ليطل على آليات العمل، وسبل معالجة القضايا لا سيما القضايا التي تهمه أولا و أخيرا، القضايا المعيشية والخدماتية، قضايا الإنماء، والصحة والتعليم وفرص العمل وغيرها الكثير.

لذلك كله فإن المواطن اللبناني يقف اليوم وهو الذي يعرف تاريخ الحكومات اللبنانية قديما وحديثا، يقف اليوم بحذر وأمل، وكذلك الوطن كله، يقف بحذر لأن التجارب السابقة كانت مخيبة للآمال بل قطعت أي أمل بمعالجة القضايا والملفات، أما اليوم فثمة نظرة إيجابية جديدة يأمل المواطن اللبناني أن يرى من الأفعال أكثر من الأقوال، أن يرى الأمل الحقيقي بالدولة، بالقانون، بالمؤسسات، للإمساك بزمام الحلول بعيدا عن الوعود والخيبات السابقة.

 

اقرا ايضا : حكومة الرجاء

 

 

اللبنانيين جميعا أمام بيان وزاري للحكومة، وكما أعلن رئيس الحكومة يوم أمس فإنه سيكون شبيها بالبيان السابق مع بعض الإضافات المتعلقة بالوضع الاقتصادي وما صدر عن مؤتمر "سيدر" ، لكن الأهم في نظراللبنانيين اليوم الوضع المعيشي والخدماتي الآني، لأن ما يحصل يستدعي التحرك الفوري لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .

المواطن اللبناني لا يريد بيانا وزاريا لإرضاء الدول المانحة، ولا يريد بيانا وزاريا عاطفيا، ولا يريد بيان وزاريا للشعارات والوعود.
إن البيان الوزاري الذي يريده اللبنانيون اليوم هو حول معالجة قضاياهم الملحة لا سيما المعيشية والخدماتية، إن البيان الوزاري الذي يريده اللبنانيون هو استعادة ثقتهم بالدولة، بالانتماء الوطني، بالهوية الوطنية .

على هامش البيان الوزاري، الآمال كبيرة والطموحات كثيرة، وما نحتاج إليه اليوم  جدية كبيرة ورغبةعالية في معالجة الأزمات وقضايا الناس الأمر الذي يحتاج لتضافر الجهود ويحتاج إلى حكومة منسجمة تلبي تطلعات رئيسها والشعب في آن واحد .
إن ما تحتاج اليه الحكومة  اليوم هو الكثير من الصدقية والقليل من الشعارات والخطابات واقصر طريق الى هذا الهدف يكمن في بيان وزاري منسجم مع نفسه ومع متطلبات اللبنانيين الداخلية قبل الخارجية .