يلعب الأهل دوراً أساسيّاً في عملية طفلهم التعليمية، وهم يرتكبون خطأً كبيراً عندما يعوّلون على المدرسة وحدها ويكتفون بدورها التعليمي، دون تقديم دور تكميليّ في المنزل سواء بالمراقبة أو المتابعة، لا سيّما في إتمام الواجبات المنزلية التي تُعتبر خلاصة اليوم التعليمي.

أكّد علماء النفس والأخصائيّون التربيّون، أنّ مساعدة الطفل على إتمام واجباته بطرق صحيحة يمثّل علامة فارقة في تفوّق الطفل بحيث يتحوّل وقت درسه من عبء ثقيل على الطفل إلى نوع من المتعة.

ما أهميّتها؟

إنّ الواجب المدرسي عبء ثقيل لا يحبّه معظم التلاميذ، لذلك من المهم دفعهم الى إنجازه برحابة صدر عن طريق توضيح أهميته بالنسبة للتلميذ وتميّزه العلمي.

فالواجب مهم ولو كان مملاً، وهو وسيلة التلميذ لترسيخ المعلومة في الذهن والتعمّق أكثر في تناول المادة العلمية التي لا يكفي وقت الحصة القصير في تحقيقه، كما هو خير وسيلة لتدريب أطفالنا على تحمّل المسؤولية.

خلق بيئة مناسبة

أوّلاً، على الأهل تأمين أجواء منزلية ملائمة من خلال اختيار مكان مناسب وثابت في المنزل للدرس، بحيث تتوفر فيه عوامل الراحة والهدوء والإضاءة الكافية والبعد عن الملهيات من تلفاز وكمبيوتر وغيرهما. ومن الأفضل أن يختار الابن بنفسه هذا المكان.

تنظيم الوقت

لا بدّ من معرفة اختيار الوقت المناسب لعمل الواجبات المنزلية وتجنّب فترات قبل النوم حيث يغلب النعاس أو الإرهاق. كما أنّ تقسيم الواجبات إلى مهام صغيرة يُسهّل إنجازها، مع البدء بالأصعب ثم الأسهل، واعتماد المراجعة الأسبوعية الشاملة التي ترسّخ المعلومة في الذهن وتقوّي الذاكرة.

ويجب أن يفهم الطفل أنّ "العمل قبل المرح"، لذا لا يُسمح له مثلاً أن يلعب ويشاهد التلفاز ويزور أصحابه قبل أداء واجباته.

مشكلة الأهل

قد يكون الأهل، وخاصة الأمهات، هم من يقلبون أجواء الواجبات المدرسية إلى محنة يومية. لا تتوقّعوا من طفلكم أن يؤدّي واجباته بنفس المهارة أو السرعة التي تؤدونها أنتم. فالصبر وتجنّب الضجر من أعظم الوسائل لاحتضان صغيركم والتخفيف من محنة أدائه فروضه.

لكنّ مشكلة معظمنا هي أنّنا نجلس مع الطفل مساء في نهاية يوم متعب، وبالتالي فنحن نريد منه أن يُنجز فروضه بسرعة كي نخلد للنوم ونستريح، وهذا ما يوتّر الموقف، خاصة في حال آذينا الطفل تجريحاً لتراخيه في الأداء.

ويصل الأمر إلى حد كره الصغير وقت الدرس، فيرى المنزل كمدرسة مسائية تثقل كاهله بعد المدرسة الصباحية.

فمن الأمور التي يجب أن يراعيها الأب أو الأم عند مشاركة ابنهم في أداء الواجبات المدرسية، أن تتناغم طريقتهم في المنزل مع طريقة الأستاذ، بمعنى أن يتعرّف الوالدان من الطفل على الطريقة التي تبنّاها المعلّم في حل التمارين الرياضية مثلاً، وذلك لأنّ تبني أسلوب آخر يمكن أن يشتّت الطالب ويفقده الثقة في طريقة أداء أستاذه.