مع توقف الزميلة «المستقبل» عن الصدور تنطفئ شمعة أخرى من منابر الإعلام الوطني، وتشتد الظلمة التي تلف الصحافة اللبنانية في هذا الزمن الرديء.

لقد أرادها الرئيس الشهيد رفيق الحريري أن تكون رأس حربة في معركته الحضارية لإعمار ما دمرته الحرب، وإعادة لبنان إلى الخريطة الدولية، من خلال مؤتمرات دعم الوطن الصغير على بناء إقتصاده، وإستعادة حيويته الثقافية، والحفاظ على مكانته المميزة وفرادته في التنوع والتعددية.

اختار الرئيس الشهيد التوقيت في ذروة معركته ضد محاولات الهيمنة على السلطة، والإنحراف عن الطائف في مطلع عهد الرئيس أميل لحود، ونظام الوصاية السورية الذي يدعمه، ونجح في ضم نخبة من الإعلاميين وأصحاب الأقلام الحرة إلى «المستقبل»، التي سرعان ما احتلت مكانتها في الصحافة اليومية.

ولكن الغياب المفاجئ للرئيس الشهيد كان مدمراً، ليس بالنسبة لجريدة «المستقبل» والإعلام اللبناني وحسب، بل للبلد كله، حيث إنهارت قطاعاته الإنتاجية والإقتصادية والإجتماعية، مع إنهيار إنجازات الرئيس الشهيد، تحت ضغط المخططات الخبيثة لتشويهها وطمسها.

غابت «المستقبل» ..، فأي مستقبل ينتظر الصحافة اللبنانية في دولة تتنكر لصحافتها، وما تمثل في ذاكرة لبنان الوطنية!