إذلال الناس على الحواحز الأمنية ومنع بناء الجامعات والحرمان من رخص البناء الا يستدعي ذلك انتفاصة الكترونية؟
 

هي مواقع التواصل الاجتماعي مرة أخرى تضج بحملات الاستنكار والتنكر لعباس جعفر ومايا طالب بما يمثلانه من حالة بعلبكية شاذة لا تحاكي السياق العام  تتطلب الهدم ولا يصلح معها تقويم، نرفضها ولا ننتمي اليها نحن العموم البعلبكي ،فلا تمثلنا بما فيها من هزلية ولا بما كان منا من نماذج تاريخية عامة ورائدة على مستوى الوطن في مختلف الصعد  من كتاب وشعراء واطباء وقانونيين وشهداء.

ولكن حبذا لو أن هذه الانتفاضة تكمل سياقها العاطفي والعقلي بطاقةٍ إبداعية ليس حرارية وتتوجه لاثارة لقضاياه المعيشية اليومية فتتناول السلوك السياسي الشاذ والسادي الذي تمارسه السلطة بممثليها تجاه الاهلين من تهميش واستخفاف واستهتار وعدم اعتراف.

لقد سرقت من أهل المدينة جدارة العيش وامكانية الوجود.

فعلى سبيل المثال نحن المدينة الاخيرة في التاريخ التي تعتمد السجلات اليدوية في دائرة النفوس وما ينتج عن ذلك من أخطاء ومعاناة يومية لابن المدينة.

إقرأ أيضًا: مواطن بعلبكي: بلديتي مفلسة!!

ومن يتكلم ويسخّر قلمه لخدمة الناس يغرم بمبلغ ١٠ ملايين ليرة لبنانية،وهذا ما حصل مع الصحافي (الأستاذ شلحه).

نحن المدينة الوحيدة التي لا تمتلك جامعة رسمية (ما خلا الكونتنرات الموجودة في قرية دورس) والتي استعملت كجامعة لكلية العلوم للسنة الأولى فقط.

نحن المدينة الوحيدة في العالم التي لا يوجد في المشفى الحكومي فيها جهاز تصوير سكانر، ولكن فيه أكبر براد لحفظ الموتى.

نحن المدينة الوحيدة بالعالم التي لا يمثلها نائب في المجلس النيابي لأن اللعبة الحزبية تفترض معايير سيريالية.

نحن المدينة الوحيدة في العالم التي يضم مجلسها البلدي أعضاء من خارج المدينة، لا يملكون ولا يسكنون فيها ولا يعرفون شيئًا عن قضايا الناس ومعاناتهم.

نحن المدينة الوحيدة بالعالم التي يمنع فيها العمار ويشل فيها قطاع كامل دون مسوغ أو مبرر.

نحن المدينة الوحيدة بالعالم التي تمتهن فيها ثقافة إذلال الناس أمام الحواجز الأمنية والمواكب وزعماء العصابات وأزلامهم.

إقرأ أيضًا: أعتصام موظفي بلدية بعلبك للمطالبة برواتبهم

وأخيرًا، نحن الامة التي ولي علينا فكنا كما كان من تولانا بنقمته وحقده حتى تحولت مدينتي إلى شبح غليظ يربض على صدور الفقراء.

فيا أيها البعلبكي العظيم

إذا كان لا بد من انتفاضة الكترونية أو واقعية فإنه عليك توجيهها إلى الأصل الفاسد وليس نتاجه الهزلي.

توجه بانتقادك الى القائمين على المرافق ومن خلفهم الذي يؤازر سوءهم مرة بالعصب الطائفي وأخرى بالحركي  ويتبجح بسلطانه وسلطاته.