جميعنا بحاجة  لنثر بذور تنبت غراساً جديدة مبنية على المحبة والتسامح والحوار والسلام حيث أننا، في هذه الأحوال العصيبة، بالذات، أحوج ما نكون لها. 

إن قدوم البابا فرنسيس في الثالث من فبراير الى دولة الامارات العربية وهي أول دولة خليجية يزورها، ويتواجد فيها ما يقارب مائتا جنسية من مختلف الأديان والأعراق والهويات والثقافات لهي حدث نوعي، تتميّز عن كثير من زيارات الحبر الأعظم. وكذلك إقامة قداس يحضره أكثر من مئة الف أنسان يجتمعون في استاد مدينة زايد الرياضية في صباح الخامس من فبراير في دولة الأمارات العربية، وقدوم وحضور زوار من الخارج خصيصاً للمشاركة في القداس والإحتفال بقدوم البابا فرنسيس . 

مما لا شك فيه أن هذه الزيارة البابوية التاريخية الى دولة الأمارات العربية إضافة من نوع أخرثقافيّة وأخلاقيّة. وبهذه الزيارة  يؤسس البابا لعهد جديد من الإلتقاء المبني على التسامح والحوار . وخاصة أن دولة الامارات تحتفل بعام التسامح الذي اطلقة سمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس دولة ابو ظبي.

تأتي هذه الزيارة في وقت تعاني المنطقة من خطاب الكراهية ضد الآخر والتطرف والإرهاب إذ أنها فرصة مباركة تفتح الأبواب أمام جيل جديد من الشباب المتعطش للإخاء الإنساني. حيث ينتظر ظهور نور ساطع يحمل في طيّاته المحبة والتسامح والحوار والسلام، وينعكس على قبول الاخر دون أي نوع من أنواع التمييز انما قبول الإنسان لأخيه الإنسان.  

لذا فإن الأمل مرجو في أن يبادر القادة السياسيين والدينيين والمفكرين والاعلاميين وأصحاب الرأي والقادة كل في مكانه مسؤولية في استثمار هذه الزيارة التاريخيّة في توجيه البوصلة من جديد نحو عالم خالي من السموم التى ظهرت والتي دمرت أجيالاُ.

فلتكن زيارة البابا فرنسيس الى دولة الأمارات العربية بداية مثمرة لنشر السلام، سلام القلوب وسلام داخل المجتمعات  وسلام بين الأوطان، والنظر الى مستقبل مشرق ملئ بالامل والتعلم من أخطاء الماضي وخاصة في العقود الماضية.

لتكن هذه الزيارة مثال يحتذى به في المناهج الدراسية وأن تكون مثال في الاخوة الانسانية للطلبة فالتعليم هو الاساس.

فهذا التقارب الذي كان بعيد منذ إعوام وعقود اصبح حقيقية بنظر العالم أجمع ينتظر رسالة التي سوف ينبعث منها لوحة مرسومة ومزينة ملونة بالوان مشرقة مبنية على  الاخوة الانسانية.