هل بات قادة الحرس الثوري الايراني وبالا على السياسة الايرانية
 

لا يهدأ قادة الحرس الثوري الإيراني ولا يملّون من الاستمرار في إطلاق التهديدات يمينًا وشمالًا، ولا يكاد يمر يوم واحد إلا ونستمع للمزيد من العنتريات والتهديدات حتى أصبحت مملة ومكشوفة ومثار سخرية لدى الرأي العام السياسي والإعلامي.

إزالة إسرائيل من الوجود، وتحويل البيت الابيض إلى حسينيات ومساجد والمقولة الشهيرة "سبع دقائق ونصف" كلها أصبحت  بمثابة النكات التي تتداولها الأوساط الاعلامية والسياسية والشعبية على امتدا العالم.

إقرأ أيضًا: لماذا سيبقى الوجع اللبناني خارج الأولويات؟

وآخر هذه العنتريات تصريح القائد العام للحرس الثوري الايراني محمد علي جعفري الذي يقول فيه إن جزيرة أبو موسى، قلب البلاد النابض، وإن الإيرانيين يدافعون عنها شبرًا شبرًا كالدفاع عن شرفهم.

وبحسب ما نشرت وكالة أنباء فارس، أشار إلى أن إيران تتابع على الدوام التعزيزات والقدرات والجاهزية للدفاع عن الجزيرة.

وتابع في زيارة للجزيرة: "على أعدائنا أن يعلموا أن هذه الجزر تعد جزءا لا يتجزأ من أرض الجمهورية الإيرانية وقواتنا تدافع عنها شبرًا شبرًا كدفاعها عن شرفها".

ويأتي هذا التصريح وكأنه خارج السياق العام للأحداث الجارية في المنطقة وخارج ما تتعرض له الجمهورية الاسلامية من عقوبات وتهديدات تهدد أمنها القومي والإقتصادي ما يطرح المزيد من علامات الاستفهام حول التهور المستمر لدى قادة الحرس في إطلاق التهديدات والتصريحات التي لا تزيد الامور إلا سخرية وتهكما.

إقرأ أيضًا: زيارة بيلينغسلي تضييق الخناق المالي على حزب الله

علمًا أن قضية هذه الجزيرة قضية تجاوز عمرها الاربعين عاما وأكثر عندما جرى عليها النزاع في عهد شاه ايران محمد رضا بهلوي بعدما قدمها البريطانيون آنذاك لايران خلال سيطرتهم على المنطقة، وبالتالي فإن لجوء قادة الحرس إلى فتح ملفات التوتر من هنا وهناك بات يسيء لايران أولا وبات يشكل مادة للبحث والدراسة حول اهلية قادة الحرس لإدارة الأزمات في ايران وما حولها .

إطلاق التهديدات قد يكون في مكان ما جزءا من السياسات المعتمدة لدى الدول وقد يكون له معانية العسكرية في أي توتر بين الدول لكنه مع قادة الحرس فقد كل ما يعنيه وفقد كل أهدافه بطريقته وفوضويته وزمانه ومكانه فهل اصبحت الجمهورية الاسلامية الايرانية ألعوبة بين مجموعة من القادة غير المنصبطين؟