يجرّ الفلسطيني بسام أبو يوسف قدميْه التي تزن الواحدة منها نحو 30 كيلو غرامًا على الأرض، بخطواتٍ متثاقلة، بسبب "داء الفيل" الذي ألمّ به منذ عام 2015.

يصعب على أبو يوسف البالغ من العمر 50 عاماً اجتياز بضعة أمتار داخل منزله في بلدة "عبسان"، شرقي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.

فمنذ أكثر من ثلاثة شهور، يعاني من توقف شبه كامل عن الحركة، ولم يعد الرجل الذي تنتفخ أقدامه حدّ الانفجار، قادرًا على جرها لما تسببه من آلام كبيرة، وخوفًا من حدوث مضاعفات.

من هنا، يلازم أريكته الموضوعة أمام نافذة كبيرة في صالة منزله، فيراقب الناس في الخارج لعل ذلك ينجح بتشتيت معاناته، لكنه لا يتزحزح عن الأريكة إلا للضرورة القصوى، كما صرّح لوكالة للأناضول.

تلك الانتفاخات، على حدّ ما أبلغه الأطباء، عبارة عن احتباس للسوائل في الأقدام، وهو ما تمّ تشخصيه لاحقاً على أنه "داء الفيل" المعروف علمياً باسم "مرض الفيلاريات اللمفي".

وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن "داء الفيل" يحدث عندما تنتقل طفيليات فيلارية إلى الإنسان عن طريق البعوض، وعادة ما تُكتَسب العدوى في مرحلة الطفولة، فيما تُسبِّب ضرراً غير ظاهر في الجهاز اللمفي.

ووفق المنظّمة، فإن العدوى بالفيلاريات المصغرة تنتقل إلى البعوض من خلال امتصاص الدم عند لدغ شخص مصاب بالعدوى.

وتنضج الفيلاريات المصغرة لتتحول إلى يرقات مُعدِية داخل البعوضة، وعندما يلدغ البعوض المصاب بالعدوى الإنسان، تترسب اليرقات الطفيلية البالغة على الجلد حيث يمكنها أن تنفذ منه إلى داخل الجسم.

بعدها تنتقل اليرقات إلى الأوعية اللمفية حيث تتحول إلى ديدان بالغة، لتستمر بذلك دورة انتقال العدوى، مسببة (تورم الأنسجة) بشكل عام، أو داء الفيل (تضخم الجلد/ الأنسجة) في الأطراف.

ومن الممكن أن تفضي المضاعفات الصحية التي يُصاب بها المريض، وفق المنظّمة، إلى إعاقة دائمة إلى أجانب الأضرار النفسية والاجتماعية والخسائر المالية التي تؤدي إلى وقوعهم في براثن الفقر.

طرق "أبو يوسف" كافة أبواب العيادات الخاصة والمستشفيات، إلا أن طبيباً لم ينجح في وصف علاج يشفي أوجاعه.

وقال : "الطبيب الأخير قال لي وفّر على نفسك مصاريف الطريق والتجول بين العيادات والمستشفيات مرضك ليس له علاج بغزة"، وتجدر الإشارة إلى أن أبو يوسف يعجز عن السفر خارج القطاع لعدم امتلاكه هوية.