إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تضغط على الرئيس نيكولاس مادورو كي يتنحى بفرض عقوبات تكبح صادرات البلاد الحيوية من النفط.
 

تتأهب فنزويلا لمواجهة أزمة اقتصادية قاسية، الثلاثاء، بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات تكبح بقوة صادرات البلاد الحيوية من النفط، فيما لم تستبعد الولايات المتحدة تدخلا عسكريا في فنزويلا.

وتأمل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن تضغط العقوبات على الرئيس نيكولاس مادورو كي يتنحى ويسمح لزعيم المعارضة خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيسا للبلاد بالدعوة إلى إجراء انتخابات.

وتحظر العقوبات على شركة النفط المملوكة للدولة بتروليوس دي فنزويلا (بي.دي.في.أس.إيه) تحصيل إيرادات مبيعات النفط إلى شركات التكرير الأميركية، فيما أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات إضافية لدعم زعيم المعارضة ماليا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الولايات المتحدة اعتمدت سلطة زعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو للسيطرة على أصول معينة في حوزة بنك نيويورك الاحتياطي الاتحادي أو أي بنوك أخرى تضمنها واشنطن.

ويسري التفويض، الذي مُنح الجمعة، على أصول معينة في حوزة حسابات تابعة لحكومة فنزويلا أو بنكها المركزي.

وقال روبرت بالادينو المتحدث باسم الخارجية الأميركية في بيان “هذا الاعتماد سيساعد الحكومة الشرعية في فنزويلا على تأمين تلك الأصول لصالح الشعب الفنزويلي”.

ومع فرض الولايات المتحدة عقوبات على قطاع النفط في فنزويلا ودعوة العسكريين إلى التخلي عن مادورو، بات الطوق يضيق حول الرئيس، فيما تستعد المعارضة بزعامة خوان غوايدو للتظاهرة الأربعاء.

وصرح مادورو مساء الاثنين محذرا الرئيس الأميركي بعد إعلان واشنطن عن عقوبات جديدة، أن “الدماء التي قد تراق في فنزويلا ستلطخ يديك دونالد ترامب”.

وأسفرت التظاهرات التي تنظمها المعارضة عن سقوط ما لا يقل عن 35 قتيلا حتى الآن بحسب تعداد منظمات غير حكومية، فيما أبدى البابا فرنسيس مخاوف من حصول “حمام دم”. وتتجه أنظار العالم إلى هذا البلد الذي يعتبر من البلدان الأكثر عنفا في العالم، وهو يعاني انهيار اقتصاده وبات في قلب معركة دبلوماسية دولية محتدمة.

ويحظى مادورو بدعم روسيا والصين وكوريا الشمالية وتركيا وكوبا، غير أن أصواتا متزايدة ترتفع تأييدا لغوايدو، ولاسيما في أوروبا حيث أمهلت ست دول هي إسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والبرتغال وهولندا، الرئيس الاشتراكي حتى الأحد للدعوة إلى انتخابات وإلا فسوف تعترف بخصمه رئيسا.

واستهدفت المعارضة وواشنطن كذلك الجيش، الركيزة الثانية للنظام والذي يستند إليه مادورو منذ 2013 للبقاء في السلطة.

وحض مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون الجيش وقوات الأمن على القبول بانتقال “سلمي وديمقراطي ودستوري” للسلطة، فيما عرض غوايدو العفو عن الموظفين الحكوميين والعسكريين الذين يقررون دعمه. وبدأت بعض الانشقاقات بالظهور، مع إعلان الملحق العسكري الفنزويلي في واشنطن الكولونيل خوسيه لويس سيلفا السبت تأييده لغوايدو.

وفي مواجهة تصلب مادورو تتصاعد الضغوط الدبلوماسية، وفي هذا السياق تستقبل كندا الاثنين في أوتاوا اجتماعا طارئا لـ”مجموعة ليما” التي تضم 14 بلدا من القارة الأميركية بينها العديد من أميركا اللاتينية، لبحث التدابير الرامية إلى “دعم غوايدو والشعب الفنزويلي”، كما سيناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الأزمة في هذا البلد خلال اجتماع غير رسمي الخميس والجمعة في بوخارست.

وتخشى الأسرة الدولية كارثة إنسانية في هذا البلد الذي كان من أغنى دول أميركا اللاتينية وبات اليوم يعاني تضخما هائلا بلغ نسبة عشرة ملايين بالمئة في 2019 بحسب صندوق النقد الدولي، ونقصا حادا في المواد الغذائية والأدوية.

وقال السيناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام إن الرئيس دونالد ترامب ناقش معه إمكانية استخدام القوة العسكرية في فنزويلا، فيما تزداد الضغوط الدولية على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو للقبول بإجراء انتخابات مبكرة.

وأضاف غراهام، في حديث مع موقع “أكسيوس” الإخباري الأميركي، أن ترامب سأله عند الحديث عن الأزمة في فنزويلا خلال وقت سابق الشهر الجاري “ما رأيك في استخدام القوة العسكرية؟”.

ورد غراهام، وهو حليف مقرب من ترامب وأحد أبرز مستشاري سياسته الخارجية “حسنا، عليك أن تتروى في ذلك؛ فالخطوة قد تثير مشاكل”، مشيرا إلى أن ترامب قال له “أنا مندهش، فأنت ترغب في الغزو بكل مكان”.

وأضاف السيناتور الجمهوري “أنا لا أريد الغزو في كل مكان، بل أرغب في استخدام الجيش عندما تكون مصالح أمننا القومي مهددة”، موضحا أن “ترامب معبأ بشكل عدواني حقا تجاه فنزويلا”.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز قبل أشهر أن مسؤولين من إدارة ترامب التقوا سراً بضباط في الجيش الفنزويلي لمناقشة خطط للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو، إلا أنهم قرروا في نهاية المطاف عدم المضي قدماً في ذلك.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين لم تُسمّهم وقائد عسكري فنزويلي شارك في المحادثات السرية، أنه تم تعليق خطط تنفيذ الانقلاب، فيما رفض البيت الأبيض تقديم إجابات مفصّلة لدى سؤاله عن هذه المحادثات، لكنه أكد الحاجة إلى “التحاور مع جميع الفنزويليين الذين يبدون رغبة بالديمقراطية”.