تخصص جولة الصحف الفرنسية اليوم الإثنين 28/01/2019 لما كُتب عن الزيارة التي يُجريها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر.
 

"زيارة ماكرون للحليف الاستراتيجي المصري"

عنونت "لوفيغارو"، وقالت الصحيفة إن عدة قضايا مثل ليبيا ومكافحة الإرهاب على جدول المباحثات بين الرئيس الفرنسي والمارشال السيسي. وعن أبعاد هذه الزيارة اعتبرت اليومية الفرنسية أن ايمانويل ماكرون بتخصيصه ثلاثة أيام لزيارة مصر إنما أراد التدليل على أهمية هذا البلد في السياسة الخارجية لفرنسا، تاريخيا وجيو-سياسيا.

"لوفيغارو" عادت الى جذور العلاقات الفرنسية المصرية التي ترجع إلى أكثر من قرنين وتحديدا مع الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت في العام 1798، وعهد محمد علي مؤسس مصر الحديثة، كما تذكّر الصحيفة، مشيرة الى أنه كان فرانكفونيا ومولعا بالثقافة الفرنسية، ورأت "لوفيغارو" أن العلاقات الفرنسية المصرية كانت دائما ممتازة باستثناء فترة عبد الناصر الذي دعم جبهة التحرير الوطني في الجزائر.

وجيو-سياسيا، فان مصر اليوم بالنسبة لباريس هي"شريك استراتيجي في المنطقة، لكبح أيديولوجية الاخوان المسلمين، ومحاربة الجهاديين الإسلاميين". ومصر تدعم في الملف الليبي الجنرال حفتر في برقة-تتابع الصحيفة-وتشن غارات في العمق الليبي للقضاء على الوحدات الإرهابية، وفرنسا تتّبع خطة مماثلة، عبر ارسال قواتها الخاصة الى الأراضي الليبية من أجل القضاء على "اهداف" إرهابية.

مصر أول بلد أجنبي اشترى مقاتلات "رافال" من فرنسا

يستخدمها الجيش المصري- كما تشير صحيفة "لوفيغارو"- في محاربة الجهاديين في سيناء وفي الصحراء الليبية. كما ان مصر قبلت في 2015 أن تشتري من فرنسا فرقاطة متعددة المهام فهي مضادة للغواصات والسفن والطائرات ومزودة بمهبط للمروحيات وصواريخ أرض-جو، وأخرى مضادة للسفن، وذلك بعد أن ألغى الرئيس هولاند بيعهما الى روسيا.

وبالإضافة الى التعاون العسكري- تثمّن باريس- كما تقول الصحيفة- الدور الذي تلعبه مصر في ما يتعلق بقطاع غزة ودور المُحاور بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.

مسألة حقوق الانسان والحريات

عمق العلاقات لا يمنع التطرق الى مسألة حقوق الانسان في مصر، فالرئيس ماكرون أكد أنّه سيبحث أوضاع حقوق الإنسان "بصراحة " مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، صحيفة "لاكروا" اهتمت بلينا عطا الله رئيسة تحرير موقع "مدى مصر" الإلكتروني، وقالت عنه الصحيفة- في زاوية بورتريه- إنه صوت آخر لإعلام حر في مصر.

وبمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي- تتابع اليومية الفرنسية- فإن هذه الصحافية المستقلة ترى أن الدول الأوروبية مخطئة في دعم مصر، ونددت لينا عطا الله بدعم هذه الدول لما وصفتها بديكتاتورية السيسي.

رئيسة تحرير موقع "مدى مصر" الإلكتروني، قالت في تصريح لمراسلة "لا كروا" ناديا بليتري إن "الدول الأوروبية مُخطئة في الاعتقاد بأن دعم ديكتاتورية، كما هو الحال في بلدنا، سيجلب الاستقرار إلى المنطقة"، مضيفة بأن "الناس هنا يعانون اقتصاديا، والحريات المدنية تتعرض لأقصى القيود، وهذا ما يُعرض استقرار البلاد للخطر".

هذه الصحافية المتخرجة من الجامعة الأمريكية في القاهرة- تُذكّر "لاكروا"- بدأت ممارسة المهنة في بلد لا تتمتع فيه وسائل الإعلام بالحرية، ففي 2011 وبينما كانت تُغطي الاحتجاجات تعرضت للضرب من قبل الشرطة، وفي 2013 تم غلق الملحق الإنجليزي لصحيفة المصري اليوم الذي تعمل فيه لينا عطا الله. وقالت هذه الصحافية التي تنتقد الرقابة المتزايدة على الصحافة في بلادها والتضييق على حرية التعبير، إن الصحافة في مصر هي معركة، معركة "وجودية" لأن مصر "هي واحدة من الدول الأكثر خطورة على الصحافيين".

قبل عام، تختم الصحيفة، تم حجب موقع "مدى مصر" بالإضافة الى 500 موقع إلكتروني آخر.