في مقابلة 3 ساعات لم يتم التطرق خلالها الى اي قضية من قضايا الشعب الملحة لماذا ؟
 

إستمع اللبنانيون أمس إلى المقابلة التلفزيونية مع الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله على قناة الميادين، بعدما أُريد لهذه الإطلالة التلفزيونية أن تكون حدثا في الإعلام والسياسة على الصعيد المحلي والعربي، بما كان متوقعا أن تحمله من مواقف جديدة حول الملفات محليا وإقليميا.

تحدث سماحة السيد في تفاصيل كثيرة في السياسة الممتدة من لبنان الى سوريا الى العراق الى اليمن، واستعرض جملة أزمات ترتبط بالواقع العربي السياسي وتتصل في أبعادها السياسية بالاميركي والروسي والإسرائيلي.

كان بعض اللبنانيين بحاجة إلى هذا العرض المشوّق، وكان البعض الآخر لا سيما الجمهور الحزبي بحاجة إلى المعنويات وإعادة الزخم للأدبيات التعبوية الجماهيرية، من خلال تظهير جديد للغة التهديدات والصواريخ وقضية الأنفاق وغيرها.

قد يكون سماحة السيد محقا في بث هذه التعبئة لاعتبارات تتعلق بالصراع مع العدو الإسرائيلي، وتحت ما يسمى قوة الردع اللبناني.

اقرا ايضا : إطلالة السيد نصر الله والجمهور المرتبك

 

لكن في الجانب الآخر كان اللبنانيون على أمل كبير بمواقف للأمين العام لحزب الله تقارب الوجع اللبناني الشامل، مواقف تقارب الوجع اللبناني بمعناه الداخلي الوجع الذي يضرب الجسد والروح حيث أصبح كل لبناني ضحية في بلد فقد ابسط مقومات الحياة، وأبسط مقومات الإستمرار ليكون مواطنا مجاهدا، ليكون مواطنا معطاءا، ليكون مواطنا قادرا على التضحية، ليستمر وتستمر معه قدرته عل. الاستجابة لكل اساليب التعبئة تجاه العدو وتجاه المشروع.

إن أي لبناني استمع إلى مقابلة سماحة السيد يشعر اليوم بخيبة أمل لأن كل الأولويات لدى سماحته كانت في مكان آخر، السياسة، الأمن، الردع، القوة، الصواريخ، المحاصصة الوزارية، العلاقة الجيدة مع العهد والاقطاب، وكل ذلك لا شأن لهذا اللبناني الذي يموت جوعا وقهرا وإذلالا بها .

اللبناني كان يتمنى  موقفا من الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله موقفا صريحا حول قضاياه كمواطن يريد العيش بسلام في وطن فقد كل مقومات العيش بسلام وبكرامة، وما شأن هذا المواطن المعدم والمسحوق اقتصاديا ومعنويا وصحيا ما شأنه بعدد الصواريخ، وما شأنه بقوة الردع، وما شأنه بالصواريخ الذكية أو الغبية.

هذا هو الواقع يا سماحة السيد،  إنسانكم في خطر وعندما يكون الإنسان ومقومات صموده في خطر لا تنفعنا آلاف الصواريخ ولا تنفعنا ملايين الشعارات التعبوية، ولا تنفعنا قوة الردع، لأن هذا الإنسان هو محور البداية والاستمرار .

كان الرهان خاسرا على مقاربة سماحة السيد لقضايانا المعيشية، لآلامنا لوجعنا ونحن نعرف أن الموقف اي موقف كان ليسهم في بداية الحل لكننا شعب خارج الأولويات وقضيتنا المعيشية والإنمائية ما زالت خارج الإهتمامات .