هل يتسلم الحرس زمام الامور في حكومة روحاني
 

اليوم يتخذ مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران قرار الحاسم بخصوص لائحة انضمام إيران إلى اتفاقية مكافحة الجريمة المنظمة (بالرمو) لإنهاء الخلافات بين الحكومة والبرلمان من جهة وبين مجلس صيانة الدستور من جهة أخرى.

 استمرت تلك الخلافات لشهور ولم يتمكن أي طرف على تغليب رأيه على الآخر بالرغم من مفاوضات مكثفة ومتعبة. 

يلح مجلس صيانة الدستور على تعارض تلك اللائحة مع الشريعة الإسلامية والدستور واستخرج 22 مخالفة من هذه الناحية وحاول البرلمان من تخفيف تلك المخالفات محاولة لارضاء مجلس صيانة الدستور ولكن فقهاء مجلس صيانة الدستور لم يجدوا تلك التعديلات كافيًا فضلًا عن أنهم ليسوا متأكدين عما إذا تكون تلك التعديلات التي أدخلها نواب البرلمان في اللائحة ستكون مقبولة للجهات الدولية المعنية. 

إقرأ أيضًا: دبلوماسي إيراني: اوروبا لم تعد تثق بإيران

وعلى سبيل المثال فإن الاختلاف بين تلك اللائحة واللائحة الدولية لمكافحة الجريمة المنظمة في ماهية المنظمات الإرهابية سيخرج اللائحة من أي مفعول وسيفقده المصداقية وبطبيعة الحال لن تتلق تلك اللائحة قبولًا دوليًا. 

وفي السياق نفسه يذكر أن عددًا من وزراء حكومة الرئيس روحاني بعثوا رسالة الإنذار الأخير إلى المرشد الأعلى الإيراني بخصوص تلك اللائحة المصيرية التي علق الناشطون الإيرانيون آمالا كبيرة على إقرارها كما يبو واضحًا ان الاتحاد الأوروبي أيضا علق عليها تفعيل القناة المالية الخاصة للالتفاف على العقوبات الأمريكية. 

وبالرغم من ان مضمون رسالة الوزراء بقي سريا إلا أنه يمكن القول بأن بقاء حكومة روحاني سيكون شبه مستحيل إذا لم يوافق مجمع تشخيص مصلحة النظام على تلك اللائحة حيث انها ستجد نفسها مكبلة الأيدي وربما تقوم الحكومة باستقالة جماعية. 

وبطبيعة الحال ستشهد إيران وضعا طارئا في ظل تنحي الحكومة. 

إقرأ أيضًا: سفراء أوروبا وعراقجي من فاجأ من؟

وهناك استعداد للحرس الثوري على الإمساك بزمام الحكومة بحال غياب روحاني وستدخل إيران مرحلة جديدة من تاريخها سمتها الرئيسية سيادة العسكر على جميع مناحي الحياة وتكامل السلطة والنظام ووضع جميع السلطات بيد العسكر. 

رفض اللجنتان العسكرية والقانونية لمجمع تشخيص مصلحة النظام لائحة الانضمام إلى معاهدة بالرمو ووقفتا بجانب مجلس صيانة الدستور ما لا يبشر بخير، فهل يكمل المجمع اليوم ذاك المشوار أم يذهب باتجاه تلك المرونة البطولية التي اتخذها المرشد الأعلى علي خامنئي كاستراتيجة النظام في التعاطي مع المجتمع الدولي والتنازل عن اجزاء من مشروع إيران النووي. 

اليوم أنفاس الإيرانيين حبست في الصدور حتى يخرج الدخان الأبيض من مدخنة مجمع تشخيص مصلحة النظام.