هل الوعود الإنتخابية بمحاربة الفساد والإلتفات إلى وجع الناس مجرد شعارات يا سماحة السيد؟
 
عندما انتصرت الثورة الإيرانية على يد مفجرها الإمام الخميني، وكنا كما كل المستضعفين الذين حمدوا الله على هذه النعمة وحملنا مع كل المناضلين والمجاهدين والشهداء حكايات البطولات والتضحيات شرقاً وغرباً وعرضاً وطولاً، مشينا خلف سيدٍ وإمامٍ وحملنا حلماً نعربش عليه ليلاً حتى مطلع ضوء الصبح، ونتحرَّك على ضوء قناديله لنشقَّ عرض الأرض، ونكسِّر قيود القيد والجمود، فكانت الثورة والمقاومة والإنتفاضة نصراً وضوءاً حتى النصر المبين، فحفظنا من بعض وصايا الإمام الخميني: أنه ما زلنا نقدِّم هذه الكوكبة من الدماء والشهداء فعلينا أن نقطف ثمارها نحن.
 
إنه أقل الواجب أن نقدر دماء شهدائنا وتضحيات مجاهدينا أن نحفظ هذه التضحيات من أجل أن تبقى العزة والكرامة والعيش بأمنٍ وأمانٍ من الخوف والمرض والجوع والفقر... 
 
 
سماحة السيد: لا نريد أن نزايد وأنتم من بذلتم الكثير من التضحيات وكنتم المؤتمنين وما زلتم في الأمانة على حفظ  الثورة والمقاومة والدم والشهداء، تعلمنا منكم كما تعلمتم أنتم من إمام المسلمين وأمير المؤمنين علي (ع) عندما قال: (ولكنَّ أسفاً يعتريني وجزعاً يريبني، من أن يليَ هذه الأمة سفهاؤها وفجَّارها، فيتخذون مال الله دُولاً، وعباد الله خوَلاً، والصالحين حرباً، والقاسطين حزباً).
 
 سماحة السيد: لقد أعلنتم في خطابكم الإستحقاقي وهذا لا يخفى على أحد، أنكم ستحاربون الفساد والمفسدين، وستعاقبون السارق والناهب، والملوِّث الذي لوَّث مياهنا وطعامنا وحياتنا وسرق أموالنا ونهب ثرواتنا، وما زالت الأمور في تزايد من الوجع والألم، وفي كل يوم نسمع عن وفيات بالأمراض السرطانية نتيجة الفساد والتلوث، والفقر مستمر، والديون في ارتفاع، وأغلب الشباب والشابات وأغلب الشعب اللبناني تحت خط الفقر.
 
نعم سيقولون إنها مسؤولية الدولة، لكن من هي الدولة، ومن هم في الدولة..؟؟ّ!! ألا يحق لنا أن نسأل عما تملكون من قوة ونفوذ في كثير من المحطات إن كان على صعيد إسقاط حكومة هنا، أو إتيان برئيس للبلاد من هناك، وإن بقي البلد أشهراً وما بعد الشهر..؟ 
 
ما هو المحذور هنا إن إستعملت في محاسبة السارقين والناهبين لثرواتنا ومقدرات الشعب اللبناني من أجل جلاء التلوث والنهب والسرقة، وإن بقي البلد معطلاً أشهراً وما بعد الشهر، وعلى كلا التقديرين البلد معطَّل، لا رقابة ولا محاسبة ولا حكومة والأوضاع إلى إنهيار..؟؟  
 
 
أنتم تعلمون أنَّ القائد هو من يربح شعبه وأهله وإن خسر أرضاً، وإلاَّ ما فائدة أرض أو حجر ما دام ناسه في وجع وجوع وفقر ومرض، هكذا تعلمنا منكم ومن مدرسة أمير المؤمنين (ع) ومن رسول الله عندما قال: (لو أنَّ فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها)، 
 
وهكذا أنتم كما يقول أمير المؤمنين (ع) لهؤلاء القتلة والظلمة الذين اعتلوا على تعب الناس وجوعهم وفقرهم ومرضهم وموتهم، قال لهم : ( ولو ولَّوا عليكم لعملوا فيكم بأعمال كسرى وقيصر!) من هم ، إنهم أهل المكر والغدر، وأهل الجور والظلم، وأكلة الرشا، ومنهم أيضاً من يقدِّم الطعام إلى متخومٍ وشبعان، ومنهم السارق والخائن والناهب والراشي والمرتشي ...
 
 وأخيراً قال علي (ع) في خطبة البيعة: (أيها الناس، إنما أنا رجل منكم لي ما لكم وعليَّ ما عليكم، والحق لا يبطله شيء)
 والسلام.