ما السبيل إلى تصحيح مسارات لبنان بعد تعثر خطواته العربية؟
 

لا أحد يصرّح من المسؤولين أو يصرّخ طلباً لحكومة مستعجلة الاّ ويربط مواقفه العالية بضرورة ملاقاة الوعود الدولية والإقليمية بمساعدة لبنان اقتصادياً لأنه دون حكومة لا مجال لصرف مساعدات "سيدر" وغيرها لأن منظومة المساعدات مشروطة بإصلاحات ضرورية في البنى الاقتصادية وكان لبنان قد وعد بالاسراع في ذلك لتسريع من خطوات "سدر".

يبدو أن القلق على المساعدات وأن قلوب المسؤولين في جيوب المساعدات ولولا ذلك لما اهتم المهتمون بضرورة تشكيل الحكومة طالما لا مال ولا من يحزون والوضع الداخلي ماشي بما هو عليه من إدارة تعطي كل طرف حق طائفته من إرث السلطة.

إقرأ أيضًا: العرب تخلوا حتى عن مرقد العنزة

من هو خارج دائرة الاستفادة من المال العام لا مانع عنده من بقاء الحكومة بثلاجة اللقاء التشاوري ولا ضير في ذلك طالما التفاهمات قائمة وهي غالبة وضامنة للجميع وكل بحسب حاجته لهذه التفاهمات بين المتخاصمين لذلك لم يكن مستعجلاً وأعطى الحريري فرصة تشكيل الحكومة لسنيين اذا لم يستطع اليوم طالما أن تمثيل سنة 8 آذار موضوع في ثلاجة بيت الوسط.

انعقدت القمة العربية دون حكومة جديدة وكان حديث النعم يدور على ألسن المدويرين لها وبعد تهاوي سقوف التمثيل انكمشت ألسن النعم وكانت نتيجة القمّة مخيبة للآمال وكأن المال أيضاً هو المقدمة البارزة في جدوى الإجتماع العربي الإقتصادي وبُنت عليه أحلام ملوك وتبيّن أنها كوابيس عربية مقلقة ومتعبة ومن شأنها أن تضاعف من أزمات لبنان المتعددة نتيجة تراجع الاهتمام العربي بلبنان إلى ما دون أريتريا.

ما السبيل إلى تصحيح مسارات لبنان بعد تعثر خطواته العربية؟

سؤال يكرر نفسه عند كل منعطف ولحظة سقوط طوعي للطبقة السياسية التي ترى نفسها قسراً أمام سندان السياسة ومطرقة الإقتصاد ولكنه يعيد اجتراج أجوبة على ضوء الأزمة التي تبدأ برمي كل أوساخها على الشارع وهذه ما يهدد بسقوط جُدُر الأمن الإجتماعي ويفتح المجال أمام عبث جديد بين اللبنانيين.

إقرأ أيضًا: صاروخان أرض أرض من الجاهلية الى المختارة

من هنا يبقى الدفع بوضع لبنان خارج ساحات التجاذبات العربية – العربية والتجاذبات العربية – الايرانية وحده الجواب المُفيد والملبي للحاجة أمّا رهانات البعض الشخصية وتطويل قامته كيّ تصل إلى سدّة الرئاسة بمدح دمشق ودعوة العرب إلى احتضان الأسد باعتباره ضرورة عربية كونه مازال مهجوساً بأن الرئاسة في لبنان ما زالت من صنع سورية.

وهذا الجهبذ اللبناني ترك كل الدروس اللبنانية وما حفظ الاّ الدرس السوري كأن العرب يبتهجون لسماع ما ينكرون أو أنهم على استعداد لسماع ما لا يسمع بعد حرب بُذل فيها ما بُذل يأتي شخص لا ناقة له ولا جمل في صحراء العرب ليعلمهم دروساً في الشهامة والمرؤة وركوب البعير.