بين معارض وموالٍ للتحركات المطلبية... الشارع إلى أين؟؟
 

كحالِ كل شيء يتأرجح لبنان بين النزاهة والتبعية، بحيث لم تسلم مطالب الشعب المحقة وتحركات الشارع من التسييس، فهي ايضاً لديها من يواليها ومن يعارضها، رغم التصريحات الموجهة ضد أطراف السلطة جمعاء في كل مظاهرة، بحيث قضى الفقر والجوع على الطبقة الفقيرة وأفقر الطبقة الوسطى ويخيّم على ما تبقى من باقي الطبقات. 

واللافت أن معارضي هذه التظاهرات اليوم هم ليسوا من مؤيدي أصحاب السلطة، بل هم مواطنون محايدون يطرحون تساؤلات حول خلفية هذه التظاهرات ومن المحرك الأساسي لها؟

أما دعوة أمين عام الحزب الشيوعي حنا غريب ومشاركة النائب أسامة معروف سعد، قسمت الرأي العام حول هذه التحركات بين معارض لها ومؤيد لها، فالمعارضون يصفونها بأنها خدمة لمصالح حزب الله وحركة أمل.

موقع لبنان الجديد استوضح بإتصال هاتفي الناشط فراس بو حاطوم الذي قال : "انا مع جميع التظاهرات الا انني أعارض الحزب الشيوعي بقيادته التي تعمل على استثناء حزب الله وحركة امل من فساد السلطة، فإن حزب الله وحركة امل يشاركون هذه السلطة التي أوصلت بنا الى الهلاك بنواب ووزراء فاسدين ، ومشاركين بكل الصفقات السلطوية".

ولدى سؤاله عن البيانات الصادرة في كل مظاهرة على أنها تدين السلطة مجتمعة ولا تستثني أي طرف أجاب: "صياغة البيان الختامي يتم الإتفاق عليه من المجموعات المدنية قبل إعلانه ويرضخ له الحزب الشيوعي ". 

بو حاطوم اعترض على توقيت المظاهرة ووصفها بال Picnic" "، فبرأيه من "يريد مواجهة هذا النوع من الفساد لا يلجأ الى ساعتين من يوم العطلة، بل علينا تعطيل مصالح هؤلاء الفاسدين والضغط عليهم شوارعياً وليس بال "كزدورة" بين زواريب الأحياء الشعبية التي تخدم السلطة اولاً وأخيراً".

وأضاف بو حاطوم: "ان هذه السلطة توجعنا فلا بد ان نبادرها بالمثل وتعطيل مؤسساتها".

إقرأ أيضًا: طلاب الجامعات إلى الشارع اليوم!!

أما في رأيه حول موقف قادة التحركات بأنهم يسعون اسبوعاً بعد أخر على توحيد الناس ودعم اصطفاف الشارع وصفها بأنها "نفاق سياسي وارادة حزب الله المهيمنة على الحزب الشيوعي والتي تملي عليه افعاله ونكرانهم ليس إلا نفاق".

واتهم فراس الأمين العام حنا غريب بـ "المنافق" "وبأنه لا يستمع او يجالس احداً لشراكة العمل سوياً" على حد قوله، مُعلقاً على "موقف غريب من استثناء السيد حسن نصرالله الحاكم بأمرالسلطة من الفساد المستشري بهذا الحكم".

الناشط السياسي حسن مظلوم رد على الاتهامات التي تطال الشارع والقيادات نافياً أن "يكون لها ارتباط او صلة بأي حزب من أحزاب السلطة"، وأضاف : "إن 8 و14 هما حلف واحد بدليل انهم يشكلون الحكومة سوياً ويمضون على جميع القرارات بالتوافق والمحاصصة، فهم المسؤولون منذ العام 1982 عن تحمل كافة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية، وأما الشريحتين الناصري والشيوعي لم يشاركا في السلطة يوماً وتحركاتهم عبر اجندة معاكسة لكل الأطراف، وإن مشاركة بعض المساندين لحزب الله وحركة امل كحبيب فياض وغسان جواد لا تعني أن المظاهرات خُطِفت لصالح حزب الله، بل على العكس انهم يشكلون معارضة لإنتماءاتهم ويقفون في وجههم بلغة الإحتجاج بعدما تخطوا مرحلة الدعم والعتب".

ولدى سؤاله  هل أن حنا غريب اصبح " من شيعة السفارات" رد مظلوم بسؤال آخر : "ماذا يستفيد حزب الله وحركة أمل أيديولجياً من هذا التحرك؟ فقد تم تصفية كوادر الحزب الشيوعي بدنياً وجسدياً وقاموا بقتل كل مفكر شيوعي ، وماذا يستفيد الحزب الشيوعي من هذا التوافق؟ هل يطمح بدخول الحكومة وكسب مقاعد؟! ما دام حزب الله وحركة امل يرفضون التحالف معهم بالروابط والنقابات هل سيسمحون للغة الشعب ان تصل للحكومة؟"

وأضاف: "ناهيك عن قوة أي حزب متغطرس أن بإمكانه ضخ الالاف في الشوارع بكلمة من الزعيم دون أن يكون المهللين على دراية بالدافع، فحزب الله قد عطّل البلد بأكمله ليحصل على الرئيس المناسب له، والرئيس بري أوقف قمة اقتصادية دولية وأفلت شبابه لإنزال علم بلاد يمثل شعباً دون أن يمس هؤلاء المراهقين قانون، الى جانب تبني المجلس الشيعي الأعلى هذا التصرف المهين لشعبٍ سلبَ حقه من رئيسه على حافة طريقٍ أمام مئات المشاهدين!!!".

وأكمل مظلوم "إن سلّمنا جدلاً بأن هذا صحيح فهل يعني ذلك أن حزب الله وحركة امل قد وصلوا لهذا الحد من الضعف للجوء الى شعبية الشارع الشيوعي؟"

مضيفاً "بالرغم أن هذين الحزبين قد عملوا طوال هذه السنوات الى كرسحة الحزب الشيوعي شعبياً وسياسياً فلا بد أن نسمع تلفيقات عديدة في المرحلة القادمة لأن جماهير كل الأطراف تتألم فإن الناس "موجوعة" من طمع مسؤوليها، ومبادرة الحزب الشيوعي والتنظيم الناصري الى قيادة هذه التحركات يطلبون فيه من الشعب قيادتها وإن هذه التحركات ليست إلا بداية هبوب "عاصفة" من نوع فقر الشعب. 

وختم مظلوم قائلاً: "سنذهب بعيداً بفرضية أن أي كيان ينخرط سياسياً يسعى للإستفادة في مكان معين (ضمن نهج وخط معروف)، فإذا استطاعت هذه القيادتين أن تراكم تحركات شعبية في القضية الإجتماعية الإقتصادية، بإستفادة فـ "صحتين عقلبن"، أما أن نقول أن أمل وحزب الله هم ظلال حنا غريب؟ فلماذا يدعمونه وهم يحكمون "البلد بالصرماية"؟.

ومن جهة أخرى يرى الكثيرون أن التحركات تحتاج إلى خطط مستقبلية تتعدى النزول الشارع. 

وأخيراً وحدها الأيام القادمة ستكشف خطوط سير الشارع، فهل تفي القيادات ببيانتها وتصريحاتها؟؟