لبنان أمام تحديات ما بعد القمة واين سيقف لبنان من تداعيات قمة وارسو؟
 

لبنان يعيش في حالات انتظارية، وينتقل من حالة إلى حالة: أحياناً من أجل الوصول لهدف أو في حالة مراوحة لإعتباره وقت ضائع. 

وفي بعض الأحيان انتظار وترقب لما يجري في الإقليم، ومنها ما تكون لإمكان تحقيق شيء ما وأقرب حالة انتظار وترقب في هذه المرحلة هي ما سيجري في وارسو، عاصمة بولندا، حين سيُعقد ليومين، 13 و14 شباط المقبل مؤتمر دولي أقليمي تحت عنوان مواجهة الدور الإيراني في الشرق الأوسط.

لبنان، ووفق معطيات أكيدة، لن يحضر هذا المؤتمر، الذي تدعو اليه الولايات المتحدة الأميركية، فإعتباراته الداخلية تجعله لا يحتمل ما يمكن أن يصدر عنه من مقررات ويتزامن المؤتمر أيضًا مع الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، وسيكون لبنان منهمكاً بهذه المناسبة الأليمة.

إقرأ أيضًا: هزالة قمة بيروت نتيجة ازمة النظام العربي!

مع ذلك، سيترقب أهل الحل والربط في البلد باهتمام شديد ما يمكن أن يصدر عن هذا المؤتمر من مقررات خصوصًا أنه معني مباشرة بالتأثير والنفوذ الإيراني في المنطقة الحالة الإنتظارية الثانية القمة العربية العادية الثلاثون التي ستنعقد في تونس أواخر شهر آذار المقبل، ولبنان مدعوٌّ إليها وأعلن أنه سيشارك فيها.

بين وارسو وتونس ليس من المعقول ان يواجه لبنان هذين الاستحقاقين من دون حكومة جديدة، ويبدو أن هناك مؤشرات إلى سعي جدي لأن تبصر الحكومة الجديدة النور قبل وارسو وبالتأكيد قبل تونس من المؤشرات أن الرئيس سعد الحريري الغى مشاركته في منتدى دافوس الذي افتتح أعماله أمس  الثلاثاء ويستمر حتى يوم الجمعة المقبل.

هذا الإلغاء جاء على خلفية الأنباء المتوالية التي تتحدث عن تقدم ولو طفيف وخجول في موضوع تشكيل الحكومة، وان بقاءه في لبنان هو من أجل مواكبة هذه التطورات. لكن وفق أي قاعدة؟ فإذا كان على قاعدة ما كان يُطرَح وما كان يُرفَض، فإن الأمور لن تتحسن.وفي هذه الحالة هل كان عدم مشاركة الرئيس الحريري في دافوس علامة ايجابية ،وبناءً عليه، كيف ستتطور الأمور؟ 

من الأمور المتداولة العودة إلى طرح حكومة من 32 وزيرًا من خلال إضافة وزير علوي من حصة رئيس الحكومة ووزير مسيحي من الاقليات من حصة رئيس الجمهورية وإعطاء وزير للقاء التشاوري أي لسنَّة 8 آذار وهذا الامر لا زال الرئيس المكلف يرفضه وتشير بعض المصادر المقربة من الرئيس المكلف بانه لا زال غير موافق على هذا الطرح وهذا ما يعني بان لا شيء رسميًا بعد، لكن عدم سفر الرئيس الحريري إلى دافوس يعني أن شيئًا ما يتحرّك، خصوصًا أن تعويم الحكومة الحالية دونه صعوبات، وأنه أيضًا يعطي إشارة غير مشجعة الى الخارج ومفادها أن لبنان غير قادر على تشكيل حكومة.

إقرأ أيضًا: لم تجرِ رياح لقاء بكركي كما اشتهتها سفن البطريرك

في مطلق الأحوال، يبدو ان ما بعد القمة الإقتصادية التنموية في بيروت غير ما قبلها، على رغم كل الإحباطات التي سادتها، ومن المؤشرات الإيجابية تحريك الوضع المالي ووضع سندات الخزينة، ما يعطي انطباعًا بأن لبنان غير متروك لكن تقرير موديز الجديد حتماً سيؤثر بشكل سلبي،ويبقى البلد أمام تحديين التحدي الأول لملمة الاثار السلبية لقمة هزيلة فشلت أو فُشلت على أرضه، والعمل على تضميد ما اصاب هيبته ومعنوياته من ندوب، والعمل على مقاربة واقعية وعقلانية للأسباب الحقيقية لغياب القادة العرب عنها.

أما التحدي الثاني فهو الإستفادة مما حصل والشروع نحو ترسيخ قاعدة أن مابعد القمة غير ما قبلها والعمل على وضع الحكومة على السكة لعلها تستطيع العلاج ويذهب لبنان الى القمة العربية وبنيته الحكومية قائمة فهل بالإمكان القول إن مرحلة جديدة بدأت؟ 

علينا الإنتظار، لئلا يكون منسوب التفاؤل أكبر من الواقع.