كتب شادي عواد في "الجمهورية": تعمل شركات عدة في الفترة الأخيرة على إيجاد طرق يمكن من خلالها زيادة حجم الشاشات في الهواتف الذكية من دون التأثير كثيراً على الأبعاد الإجمالية لهذه الأجهزة، وذلك عبر إبتكار شاشات قابلة للطيّ تحافظ على دقة الصورة التي توفّرها الشاشات الحالية.
 
يتحدّث الجميع في الفترة الأخيرة عن هواتف ذكية ذات شاشة قابلة للطيّ أو هواتف مرنة بشاشة مزدوجة ستمهّد الطريق إلى تطوير أجيال جديدة من الهواتف الذكية.
ومن المتوقع أن تكتسب الهواتف الذكية ذات الشاشات القابلة للطيّ شعبية كبيرة بين المستخدمين لأنها تجمع بين الهاتف والتابلت في الوقت نفسه، مع المحافظة على الحدّ الأدنى من الحجم الذي يمكن حمله ووضعه في الجيب بطريقة سهلة ومريحة. وما ساهم في ظهور الهواتف القابلة للطيّ، هو تطوير شاشات مرنة يمكنها تحمّل مئات الآلاف من الثنايا.

تحدّيات كبيرة

على رغم بساطة الفكرة، إلّا أنّ الهواتف المرنة ستعيد تصميم الهواتف من الصفر. فهي ستحتاج إلى تغيير كامل في هندستها ومفهومها وقوة بطارياتها وإعادة تصميم نظام تبريدها وتغيير موقع كاميراتها وغيرها الكثير، في محاولة لإبقاء الهاتف نحيفًا قدر الإمكان.

كذلك، ستحصل تغييرات جذرية على نظام التشغيل في الهاتف، لأنّ أنظمة التشغيل الحالية والتطبيقات مصمّمة للعمل مع الشاشة الأحادية، ولا يمكنها التكيّف مع الشاشات المزدوجة والإنتقال من شاشة إلى أخرى في نفس الوقت.

في السياق عينه، هنالك تحدّيات مرتبطة بالمستهلكين، لأنّ الهواتف القابلة للطيّ لن تكون تكلفتها في متناول الجميع. كذلك، سيفكّر كثيرون قبل شراء هذا النوع من الهواتف ماذا سيحصل في حال تلف الشاشة لأيِّ سبب كان، وكم ستكون تكلفة تغييرها. وتبقى النقطة الأهم التي ستراود كل مَن يريد شراء هاتف قابل للطيّ وهي عدم وجود تطبيقات مخصصة للإستفادة الكاملة من الشاشات.

نماذج حقيقية

على الرغم من جميع التحدّيات التي ذكرناها سابقاً، تعمل العديد من الشركات على هواتف قابلة للطي، وبعضها بالفعل إنتهى من تطوير نماذج حقيقية ووضع اللمسات الأخيرة على أجهزة ستُطرح تجارياً في الأسواق خلال هذا العام. فقد قامت سامسونج بالإعلان أنها ستكشف عن هاتف مرن بشاشة قابلة للطيّ في الأسابيع القليلة المقبلة، على أن يتوفّر تجارياً إبتداءً من منتصف العام الجاري.

في السياق عينه تخطط "أل جي" هي الأخرى لكشف النقاب عن هاتف بشاشة مرنة سيتم الإعلان عنه في قريباً.

من جهتها قالت هواوي إنها ستعمل على طرح هاتفها المميّز القابل للطيّ والداعم لتقنية الجيل الخامس خلال عام 2019. أما شركة رويول الصينية فقد سبقت الجميع وأطلقت تجارياً هاتفاً مرناً أطلقت عليه إسم "FlexPai" مجهّزاً بشاشة يمكن طيُّها للخارج وليس إلى الداخل، أو بمعنى أنه عند طيِّها تلتف حول الجهاز.

تطوّر منطقي

تُعتبر الهواتف القابلة للطيّ تطوراً منطقياً للهواتف الحالية، لكن هل ستكون من الخيارات المفضلة عند المستخدمين وشتسهد إقبالاً واسعاً، أم ستكون بمثابة فورة تكنولوجية ستُخمد بعد فترة، كما حصل مع الكثير من التقنيات سابقاً؟

بحسب التوقعات، يبدو أنّ الهواتف لقابلة للطيّ تسلك مسارها الصحيح نحو الأسواق حتى الآن، وفي حال إنخفضت أسعارها وأصبحت بمتناول الجميع وتوفّرت تطبيقات مناسبة لها تماماً كما هو حاصل مع الهواتف الذكية التقليدية، فمن المؤكد أنّ هذه الهواتف ستُحدث تغيّراً جذرياً في عالم الهاتف الذكي وطريقة تعاطينا معه.