أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني كان حرا أكثر وكان عربيا أكثر
 

عقدت القمة الاقتصادية العربية في بيروت، ونجح لبنان في تجاوز خلافاتها الداخلية والخارجية، كدولة قادرة بديبلوماستها على تجاوز العقبات والعثرات بما أمكن، فكانت هذه القمة على قدر الإمكانات، بعدما سبقها من خلافات داخلية ومن نكايات كانت في أكثرها غير مسؤولة، بنى أصحابها أزماتهم الخاصة على حساب القضايا الوطنية والسياسية العامة، وعقدت بعدما سبقتها أيضا رزمة الخلافات العربية القديمة الجديدة وتداخلت في هذه القمة الازمات من كل حدب وصوب الداخلية والخارجية والعربية العربية، فكان لبنان أمام التحدي الحقيقي، في أن يكون الدولة القادرة على تجاوز هذا التحدي،  ونجح في استضافة القمة وتلبية متطلباتها الداخلية واللوجستية، وكان على قدر المسؤولية تجاه "الاشقاء" العرب، لكن المفاجأة أنهم غدروا بلبنان كعادتهم فاقتصر التمثيل على مندوبين وضعف الخصور  لأسبابهم التي كانت دوما ضد مصالح العرب والشعوب العربية، وكان لبنان دائما آخر اهتماماتهم بل وخارج أجنداتهم السياسية إلا ضمن ما يملى عليهم من الاوصياء والأسياد.

اعتذر القادة العرب أو هربوا من قمة بيروت لكنهم سيهرولون في شباط القادم إلى قمة وارسو في بولندا ليقدموا الطاعة لكل ما هو خارج اولويات الوطن العربي ولكل ما هو خارج قضايا شعوبهم وتطلعات شعوبهم.
كإخوة يوسف كانوا وما زالو، لكن يوسف اللبناني استطاع أن يكون على مستوى الأمانة والتطلعات نحو بناء وطن عربي واحد .

إقرا أيضا: القمة العربية في بيروت فرصة قابلة للإستثمار

أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني كان حرا أكثر وكان عربيا أكثر، فحضر القمة ليؤكد أن لبنان كان يستحق الوقوف إلى جانبه، وليثبت أن هذه القمة هي قمة ناجحة ولو اراد لها البعض أن تكون فاشلة، وليثبت أن قطر كانت وما زالت إلى جانب لبنان في ضعفه وفي قوته، فانتصر لبنان بحضوره، وغطى أولئك المهزومون وجوههم وعارهم.

لبنان العربي سيبقى عربيا، وعربيا اكثر من غيره، لانه عربي حر وتصدى لمسؤولياته العربية بكل جدارة رغما عن كل ثقافة التعطيل والاقصاء في الداخل والخارج.