هل يتنحى الرئيس عون؟
 
 لو كنت ميشال عون، لطلبت من كل مستشاريّي ومن بناتي واصهرتي أن يخرجوا جميعا من القصر الجمهوري، ودخلت الى غرفتي وحيدا، وفكرت عميقا وتأملت جيدا فيما  آلت إليه أموري وأمور البلد،  وبحثت عميقا في أسباب الفشل المتراكم منذ وصولي إلى سدة الرئاسة 
وسألت نفسي السؤال الاهم، لماذا لم أنجح في إحداث أي فارق يذكر منذ وصولي وحتى هذه اللحظة؟
 
لماذا لم أنجح بإحداث أي تغيير يذكر في الادارة والمؤسسات والوزارات؟ 
لماذا صرت محط إشمئزاز عند المواطن اللبناني أولا وعند حكام ورؤساء العرب؟ وباتوا جميعهم ينظرون إليّ كالجمل الأجرب يهربون مني؟
 
لماذا لم أستطع أن أفي بوعودي التاريخية، فلم اتصدى لفاسد واحد، ولم أسترجع قرشا واحدا من الاموال المنهوبة، كما كنت أحلم طيلة سنوات نضالي 
من أين جاءت هذه النظرة إلي؟  فبتّ كأني عجوز عاجز، فلا أنا رئيس يسيّر أمور البلاد، ولا أنا معارض أصرخ في وجه سلطة تأخذ الوطن إلى هاوية، أراها نصب عيني 
كانت الرئاسة عندي غاية، ظننت أن بوصولي اليها سأقدم للبنانيين نموذجا جديدا لم يعهدوه منذ الاستقلال، وأن عهدي سيكون مختلفا عما سبقه من العهود فيعم الخير، ويتوقف الفساد وتسير عجلة المؤسسات وتقوى الدولة ويعيش المواطن في بحبوحة لطالما انتظرها،  وهذا ما لم يحصل، ولعل اللبنانيين صاروا يترحمون على العهود الغابرة، 
هل ينهار لبنان بعهدي؟ هل سيكتب التاريخ بأنني آخر رئيس ماروني ؟ هل هذه هي الصورة التي أريد أن أنهي حياتي السياسية بها ؟ 
لو كنت ميشال عون، لصرخت في غرفتي ب ( لا ) تملأ الارجاء، وتخرق كل غرف القصر، واستدعيت بعدها، رفيق شلالا على عجل وامرته بان يجمع كل وسائل الاعلام وهمست له بأن لا يخبر جبران بالأمر .. وخرجت إلى اللبنانيين معتذرا تاليا بيان التنحي .