بعد المشاهد المروعة عن مجازر النظام بحق شعبه أي نظام يريد ان يستعيده باسيل الى الحضن العربي؟
 
حضر سُمو أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني صباح الأحد في  20/1/2019 قمّة بيروت العربية الاقتصادية للتّنمية، بعد مقاطعةٍ شاملة للملوك والأمراء والرؤساء العرب، حضر مشكوراً لإنقاذ ماء وجه العرب الذين تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتّى، وهو مشكورٌ مبدئياً، ذلك أنّ الحضور هو القاعدة والواجب، والتّخلُّف هو الاستثناء والتّقاعس.
 
 إلاّ أنّ اللافت مساء الأحد كان عرض قناة الجزيرة القطرية برنامجاً وثائقياً عن مجازر نظام بشار الأسد بالصُّور والوثائق ، والتي تُظهر مدى بشاعة أساليب التّعذيب والتّصفيات الجسدية داخل سجون النظام.
 
 
عرض البرنامج (الحقائق المُهرّبة)  شهادة سكرتير الدولة السيد عبدالمجيد بركات اللاجئ إلى تركيا، وكيف تمكّن من الاحتفاظ بالوثائق الرسمية التي كانت تقع بين يديه، والتي تُثبت ضلوع الأسد وكبار المسؤولين في إصدار أوامر الإعتقال والتّعذيب والقتل، والتي ذهب ضحيتها عشرات آلاف المواطنين الأبرياء، وتُشكّل الوثائق أدلّةً دامغة لإدانة النظام بجرائم حرب وإبادة ضد الإنسانيّة، وقام السيد بركات (بعد مخاطرته بحياته) بتسليم الوثائق لمنظّمة كندية غير حكومية مُهتمّة بجمع الأدلة والوثائق التي تدين النظام الأسدي أمام محكمة لا بُدّ من إقامتها يوماً ما، أمّا المشاهد الأكثر رُعباً ومأساويّة، فهي شهادة المعتقل مازن الحمادة (الذي خرج بأعجوبة)، وكان قد اعتُقل وعُذّب بوحشية في سجن المزّة العسكري- المخابرات الجويّة، وكان التعذيب يهدف لاعترافه بحمل السلاح بوجه الجيش السوري، وعقوبتها الإعدام، ليتمّ نقله بعد نزيفٍ داخلي إلى المستشفى العسكري-القسم 601، حيث تتُمّ التصفيات الجسدية وإخفاء الجثث، وروى الحمادة فضائع النظام بالمشاهدة العيانيّة، حتى خرج من هذا "المسلخ البشري" أحد العاملين بالمستشفى حاملاً مئات الصُّور التي تُوثّق جرائم النظام، (ويُصرّ هذا العامل على التّخفي تحت إسم القيصر) والتي صادقت على ما رواه الحمادة (شاكراً ربّه على ذلك)، وكانت إحدى المذيعات التلفزيونيّة عرضت بعضاً من هذه الصُّور على الرئيس بشار الأسد، فقام بالتّكذيب والتّضليل والانكار.
 
 هذا هو النظام عينُه الذي ما زال وزير خارجيّتنا جبران باسيل (مع جماعة نظام الأسد) يحاولون تبيض صفحته وطيّ سجلّ إجرامه، وتطبيع العلاقة معه، وإعادته إلى "حضن" العالم العربي (حسب تعبير باسيل) الذي لفظهُ منذ أكثر من سبع سنوات، وكان لم يستعمل بعد السلاح الكيماوي والبراميل المتفجّرة.
تبّاً لهذا العالم الذي حمى نظام الأسد بالدّم والنار ودبلوماسية الفيتو الروسي في مجلس الأمن ، والذي يمنع حتى اليوم عرض وثائق فظائع النظام الأسدي أمام محكمة ومُدّعٍ عام وشهود إثبات ما زالوا أحياءً بقدرة قادر.