غياب سورية عن القمة هل يستدعي كل هذه الدموع؟
 

يبدو أنّ الوزير جبران باسيل بات مُدمناً الارتماء في الاحضان، حيث العاطفة والدفء والأمان. ورغم معرفته الرّكيكة باللغة العربية، وعثراته العديدة أثناء قراءاته وتصريحاته، فهو يلجأ لهذا التّعبير المجازي، منذ أن ارتمى في أحضان المقاومة الإسلامية عام 2006، إثر تفاهم مار مخايل بين التيار الوطني الحر وحزب الله، ليرتمي بعدها في أحضان قوى الثامن من آذار، إلى حيث وجد نفسه في أحضان الرئيس السوري بشار الأسد، ومع إدمانه عمليات الاحتضان، وقف مُتفرّداً منذ يومين، وخلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب، يدعو لعودة سوريا إلى "حضن" الجامعة العربية،وذلك دون العودة إلى قرارٍ مُوحّد في مجلس الوزراء، أو اعتماد التّنسيق اللازم مع أمين عام الجامعة وزملائه الوزراء العرب.

يُغرّد مُتباهياً بضرورة إعادة سوريا للحُضن العربي، وعدم تركها في حُضن الإرهاب، ثمّ يتباكى على غياب سوريا عن قمّة بيروت العربية الاقتصادية، ويقول بأنّ غيابها هو "الفجوة" المحزنة عن قمّةٍ يترأسها بنفسه، ويتغافل عن "الفجوة المفجعة" بغياب معظم الرؤساء والملوك والأمراء العرب عن حضور القمّة.

اقرا  ايضا : فريد الخازن لباسيل .. طار البلد، لا ينفع وزير زائد أو ناقص

 

يتباكى على النظام وهيبته، ويطالب بعودته سالماً غانماً إلى حضن الأمّ العربية، ويطالب بنفس الوقت والظروف بعودة النازحين السوريين الذين دُمّرت مدنهم وبلداتهم وقراهم، ليرميهم في "حُضن" النظام دون تأمين أية حماية، أو إجراءات إسكانيّة وحياتيّة وأمنية، يريد أن يُعيدهم إلى نظام القمع والتّجنيد الإجباري والاعتقال السياسي والأمني، وباختصارٍ بسيط، إعادتهم إلى نظام القهر والاستغلال والاستبداد، يتباكى على النظام، ولا يذرف دمعة أو يهتزّ له جفن على النازحين المشردين في أصقاع الأرض، يعانون البرد والجوع والظروف المناخية القاسية، ويحرص على استعمالهم ورقة ابتزازٍ ومُتاجرة كلما سنحت له فرصة، وكلّما وقف في محفلٍ محلّيٍ أو إقليميٍ أو دُولي.
دنا سقّاءٌ من فقيهٍ على باب سُلطانٍ، فسأله مسألة، فقال له: أهذا موضع مسألة؟ فقال له السّقاء: وليس هذا موضع الفقيه.