الصحافة الفرنسية طرحت عددا من الإشكاليات المتعلقة بأزمة السترات الصفراء في يوم التظاهرات العاشر الذي دعت له الحركة الاحتجاجية.
 

تحدي الحفاظ على الامن لكن من دون إصابات

أولى هذه الإشكاليات هي "تحدي الحفاظ على الامن" كما عنونت "لوباريزيان" غلافها صباح هذا اليوم الذي يعود فيه المتظاهرون مجددا الى شوارع فرنسا. الصحيفة قالت إن "تراكم الإصابات الخطرة يفتح النقاش حول الاستراتيجية الأمنية المعتمدة". وقد نشرت "لوباريزيان" شهادة متظاهرين، أحدهم مهدد بفقدان نظره، وآخر فقد يده إثر إصابتهما برصاص الشرطة. "لوباريزيان" اشارت أيضا في افتتاحيتها للإصابات الخطرة التي تعرض لها رجال الامن.

58% من الفرنسيين لا يرون ان هناك إفراطا في استعمال القوة

وقد اسف كاتب المقال "نيكولا شاربونو" لاعتماد العنف في وقت تم فيه فتح باب الحوار للخروج من الازمة. لكن "هناك اقلية تفضل العنف الممنهج" قال أيضا "شاربونو" وقد أشار الى ان هذه الأقلية "تضع قوى الامن امام معضلة صعبة هي معضلة ضمان الديمقراطية وحرية التظاهر رغم اعمال العنف". وقد نشرت "لوفيغارو" في هذا الإطار، استطلاعا للرأي يظهر أن 58% من الفرنسيين لا يعتبرون ان قوى الامن افرطت في استعمال العنف خلال تظاهرات السترات الصفراء.

الصحافيون لحظة النقد الذاتي

"ليبراسيون" بدورها خصصت الغلاف لظاهرة تعرض الصحفيين للعنف والتهديد من قبل "السترات الصفراء". هذه الظاهرة أجبرت بعض القنوات التلفزيونية على الاستعانة بخدمات الشركات الامنية الخاصة لحماية فرق التصوير. وقد انطلقت "ليبراسيون" من هذا الواقع لتطرح مسألة معاداة الصحيفين وعدم ثقة "السترات الصفراء" بهم. "ليبراسيون" رأت في الامر فرصة للانتقاد الذاتي ولإعادة النظر بكيفية ممارسة العمل الصحافي وقد أثارت الصحيفة بشكل خاص مسألة ابتعاد الصحفيين عن هموم الطبقات الشعبية والمناطق المهمشة عدا عن تقليص الميزانيات المخصصة للتقارير والريبورتاج وسيادة منطق الربح وتأثير المتغيرات التقنية الكبرى على المهنة.

طريق استعادة ثقة الفرنسيين طويلة

صحف اليوم تطرقت أيضا الى انطلاق "النقاش الوطني العام" الذي دعا له الرئيس ماكرون لمعالجة ازمة "السترات الصفراء". "ليبراسيون" اعتبرت ان "الرئيس ايمانويل ماكرون بدأ باستعادة قواه خلال جلسة النقاش الثانية مع رؤساء البلديات". اما "لوباريزيان" فقد اشارت الى ان "طريق استعادة ثقة الفرنسيين طويلة" فيما "لوفيغارو" كتبت بالمقابل عن "أجواء الحذر" لا بل العداء التي رافقت جلسة النقاش التي جرت البارحة في بلدة "سوياك" في جنوب غربي فرنسا وهي البلدة التي رحبت منذ سنتين بالمرشح ماكرون وكان قد احتفل فيها بإعلان بلوغ عدد المنتسبين الى حزبه ال 200 ألف.

استدارة ايمانيول ماكرون نحو اليمين

"لوفيغارو" اشارت الى الفرق بين الامس واليوم وتحدثت عن الانتقادات التي وجهها رؤساء البلديات للرئيس ماكرون ومنها تهمة الغرور والتعالي. وفي سياق آخر خصصت "لوفيغارو" المانشيت لاستدارة الرئيس ماكرون نحو اليمين وسعيه للحصول على تأييد قاعدة اليمين الانتخابية وهو ما قد تناولته "لوموند" أيضا.

أهالي ادلب بحالة ذهول

ازمة "السترات الصفراء" على أهميتها لم تغيب باقي الملفات وعلى رأسها الملف السوري، ونقرأ عنه في صحيفة "ليبراسيون" التي خصصت مقالا عن محافظة ادلب حيث "الأهالي بحالة ذهول جراء وقوع ما يعتبر آخر معاقل المعارضة السورية بيد "هيئة تحرير الشام" المنبثقة عن تنظيم القاعدة". سكان المدينة تحدثوا ل "ليبراسيون" عن غضبهم وحيرتهم. كاتب المقال "لوك ماتيو" نقل عن أحد السكان العاملين لدى منظمة إغاثة أوروبية. "لا اعلم ما الذي جرى" الشاب السوري تساءل عن التوقيت وسهولة سيطرة هيئة تحرير الشام على ادلب. "لا بد من وجود اتفاق ضمني بين تركيا وروسيا والأميركيين" قال أيضا هذا الشاب. "لوك ماتيو" نقل أيضا عن العاملين في المنظمات الإنسانية خشيتهم من وقف تمويلها من قبل المانحين الاميركيين والأوروبيين ما "قد يهدد مئات آلاف اللاجئين في محافظة ادلب" تقول "ليبراسيون".