الغدّة الدرقية هي واحدة من أكثر الأعضاء تأثيراً في الجسم. فهي تنتج الهورمونات التي تنظّم الأيض، وتحرص على سلامة وظائف مختلف الأجهزة في الجسم. لكن إذا تعرّضت مستوياتها لأي خلل، سواء أصدرت كمية عالية جداً من الهورمونات أو متدنّية للغاية، فقد تولّد العديد من الأعراض.
إستناداً إلى أستاذة الطب في قسم الغدد الصمّاء، والسكري، والأيض في «Perelman School of Medicine» في جامعة بنسلفانيا، آن كابولا، فإنّه «قد يصعب رصد اضطرابات الغدّة الدرقية، لأنّ أعراضها تختلف من إنسان إلى آخر. ويمكن لشخصين أن يتعرّضا لاختلالات متساوية في هورمون الغدّة، غير أنّ العلامات التي تُصيبهما تختلف كلّياً».
 
وسلّطت كابولا الضوء على أبرز علامات الإنذار لاختلالات الغدّة الدرقية:
 
تعديلات جذريّة في الوزن
من الطبيعي أن يرتفع وينخفض الرقم على الميزان، لكن عند ملاحظة اكتساب أو فقدان للوزن فقد يستدعي ذلك استشارة الطبيب. الأيض هو الأكثر تأثراً في هورمون الغدّة الدرقية، وبالتالي فإنّ كثرة الهورمونات تؤدي إلى فقدان الكيلوغرامات. الأمر نفسه ينطبق على قصور الغدّة الدرقية، بحيث أنّ الأيض يبطأ، وقد يزداد الوزن لأنّ الجسم يحتاج إلى طاقة أقلّ. 
 
تساقط الشعر
هذا لا يعني تساقط خصلات قليلة أثناء الاستحمام، إنما ملاحظة خسارة كمية غير اعتيادية. ووجدت دراسة نُشرت في «Australian Journal of Dermatology» عام 2014 أنّ داء الثعلبة، أي تساقط الشعر في بقع مستديرة، مرتبط بمشكلات الغدّة الدرقية. في الواقع، إنّ تغيّر حال هورمون الغدّة الدرقية قد ينعكس حتى على بُصيلات الشعر، ويؤثر بالتالي في نموّه. غير أنّ هذه المشكلة لن تدوم، إنما سترجع الأمور إلى طبيعتها فور معالجة الوضع.
 
تغيّر حركة الأمعاء
إذا قلّ عدد مرّات دخولكم الحمّام لقضاء حاجاتكم أو زاد أكثر من المعتاد، فقد تُرجعون السبب إلى التسمّم الغذائي أو انخفاض استهلاك الخضار. وفي حين أنكم على الأرجح لن تربطوا مشكلات الأمعاء بالغدّة الدرقية، غير أنّ هذه الهورمونات المؤثِّرة قد تكون هي المسؤولة هنا أيضاً، فإمّا تخفّض حركة الأمعاء أو تُسرّعها. 
 
التعرّض لخفقان القلب
القلب لديه أيضاً مستقبلات الغدّة الدرقية. وفرط نشاط الغدّة الدرقية يسرّع وظائف الجسم، بما فيها القلب. فيما كثرة هورمونات الغدّة تؤثّر في القلب، وقد يعاني الشخص من أعراض الخفقان أو معدل دقات قلب سريع. 
 
معاناة تعب شديد
عند تعرّض الغدّة الدرقية للخلل وإفرازها كمية ضئيلة جداً من الهورمونات، يشعر الإنسان بحاجة دائمة للقيلولة. ويرجع السبب إلى أنّ هورمونات الغدّة تؤثر في توازن الطاقة في الجسم بأكمله. فقد كشف بحث نُشر في «European Journal of Endocrinology» عام 2012 أنّ مرضى قصور الغدّة الدرقية تعرّضوا الى مستويات أعلى من التعب الجسدي والذهني، ومعدلات أقلّ من التحفيز، وانخفاض النشاط.
 
الشعور بالكآبة أو القلق
قصور الغدّة الدرقية قد يتداخل مع الكآبة، فيما انخفاض هورموناتها يؤدي إلى إبطاء أجهزة الجسم، مما يولّد ذلك أعراض الكآبة. وأظهرت دراسة نُشرت في مجلّة «BMC Psychiatry» أنّ قصور الغدّة الدرقية مرتبط باضطراب المزاج. لكن الأطباء غير متأكّدين بعد من سبب ذلك. فيما الأبحاث أشارت الى أنّ هورمونات الغدّة قد تؤثر في مستويات الناقل العصبي «سيروتونين» الذي يضمن استقرار الحالة المزاجية. 
 
خسارة العظام
فيما أنّ معظم الأشخاص يبدأون بخسارة كثافة العظام مع التقدّم في العمر، إلّا أنّ فرط نشاط الغدّة الدرقيّة قد يُسرّع الإجراء، فيُضعف العظام ويزيد من خطر تعرّضها للهشاشة.
 
تشوّش الدماغ
من الطبيعي أن ينسى الفرد أحياناً أين وضع مفاتيحه أو ما اسم زميله في العمل نتيجة عدم تركيزه أو كثرة الضغوط أو حتى تقدّمه في العمر، لكن يبدو أنّ الدماغ يتأثر أيضاً في الغدّة الدرقية. فعندما تتدنّى مستوياتها، فإنها قد تؤثر في القدرة على التركيز وتذكّر الأشياء.
 
عدم انتظام الدورة الشهرية
يمكن للغدّة الدرقية أن تنعكس أيضاً على نشاط هورمونات أخرى في الجسم، بما فيها الهورمونات التناسلية. قد ينتج من هذا الأمر عدم انتظام الدورة الشهرية، وأيضاً طمث شديد أو خفيف. وفي بعض الحالات، قد تفقد المرأة دورتها الشهرية أو تتعرّض للعقم.