وجد باحثون في جامعة «برمنغهام» أنّ الدماغ البشري يستعيد ذكريات حدث ما على عكس الطريقة التي يراها بها في الأصل، وفقاً لنتائج دراسة حديثة. فبدلاً من صنع ذاكرة قديمة بواسطة بناء صورة من تفاصيل الحدث، يشكّل الدماغ جوهر ما حدث أولاً، ثم يملأ القصة عن طريق استرداد مزيد من التفاصيل.
 
ويبدو من خلال هذه العملية أنّ الدماغ البشري يعيد بناء التجارب بترتيب عكسي، حيث يركّز أولاً على المعنى الأساس للكائن المرئي، قبل استدعاء تفاصيل أكثر تحديداً. وقد تعطي هذه النتائج للباحثين نظرة أعمق على موثوقية ودقة الذاكرة ومصداقية شهود العيان عند الإدلاء بشهادة حول حوادث مثل جريمة ما.
 
وتشير نتائج الدراسة إلى أنّ الدماغ يعطي الأولوية للمفاهيم على حساب التفاصيل، والتي لها آثار أخرى على الكيفية التي يمكن أن تتغيّر بها الذاكرة مع كل عملية استرجاع. ولكن عند التذكر يحدث العكس، حيث نكون قادرين على تذكّر الحدث الإجمالي بشكل دقيق، ويحدث تذكر التفاصيل المرئية المحدّدة بشكل أقلّ دقة.