والد انتزعت من قلبه كلّ القيم الإنسانية، سيطرت عليه غريزته الحيوانية، حوّلته الى وحش كاسر، لا بل أنّ الوحوش لا تعتدي على صغارها، إنما هو فعلها بعلم والدتهن التي لم تحرك ساكناً راضخة لتهديداته بقتلها إن فضحت أمره... في بلدة برقايل - #عكار وداخل أربعة جدران، كان عبد العليم يرتكب أشنع الأفعال بحقّ بناته الخمس اللواتي سكتن لسنوات عما يتعرضن له، لكن خوفهن على شقيقتيهن الصغيرتين من أن يطالهما المصير عينه، دفعهن الى الإبلاغ عن والدهن لوضع حد لمأساة لن تمحوها الأيام.
 
اعتداء وتجارة
 
"لم يكن عبد العليم يخشى زوجته وابنه البالغ من العمر 16 سنة عندما كان يقوم بأفعاله المشنية، بل أمام مرأى جميع أفراد العائلة، كان يُدخل من يختارها إلى الغرفة، يمارس عليها وحشيته بكل راحة، ويخرج بعدها كأن شيئاً لم يكن"، وفق ما قاله مصدر في #قوى_الامن_الداخلي لـ"النهار"، قبل ان يشرح: "كان يبيعهن الى خليجيين بعقد قران، والى شاب يملك المال في البلدة، حيث كان يقصده مع بناته الى الفيلا التي يملكها، يعتدي واياه عليهن". يتابع: "لدى عبد العليم سبع بنات، كان ينتظر أن تبلغ الواحدة منهن سنّ الرابعة عشرة، حتى يبدأ بالاعتداء عليها، تزوّجت منهن ثلاث، وقد كان في الفترة الأخيرة يعتدي على القاصرتين فاطمة وآمنة، لكنّ خوفهن من أن تذوق شقيقتيهن الصغيرتين الكأس المرّة عينها، دفعهن الى الابلاغ عنه، على الرغم من الخوف الذي يعشنه الآن، كونه لم يتم توقيفه بعد حيث انه متوارٍ عن الانظار".

"قبل ايام توافرت معلومات الى مفرزة طرابلس القضائية بوجود والد يعتدي على بناته. تابع آمر المفرزة الموضوع مع القضاء بشخص القاضية ماتيلدا توما، حيث استمعت الى افادة القاصرتين بوجود مندوبة الـحداث وممثلة عن احدى الجمعيات"، وفق ما قاله المصدر الامني، قبل ان يضيف: "تبين من خلال التحقيقات انه فضّ غشاء بكارتهن، وقد تم تسليم القاصرتين الى الجمعية للاعتناء بهن، أما الوالدة التي كانت على علم بكل ما يجري، لم تتمكن من ردعه خشية من ان ينفذ تهديداته لها بقتلها، ومع ذلك هناك احتمال توقيفها كونها تعتبر شريكة في الجرم".

تخويف وسيطرة

 

الوحش الذي يرتدي قناع انسان يبلغ من العمر 50 سنة، عاطل عن العمل، يشرب الكحول، وهناك اقاويل عن تعاطيه المخدرات، لكن كما قال المصدر الامني: "ننتظر ان يتم توقيفه للتأكد من صحة تعاطيه المخدرات، محيطه الذي يختبئ فيه لا يعلم حقيقة سبب ملاحقته من قبل القوى الامنية، لكن بالتأكيد حين يعلمون ذلك سيبادرون الى تسليمه إذ لا أحد يمكنه القبول والتستّر على انسان لم يرحم اقرب الناس اليه". واضاف: "تعيش العائلة في وضع مزرٍ، أفرادها بسيطون، استطاع والدهم ان يرعبهم ويسيطر عليهم ويمارس افعاله الشنيعة بحقهم من دون ان يتمكنوا من الوقوف في وجهه".

هي قصة مأسوية من قصص عدة تدور خلف جدران بيوت نعتقدها آمنه كوننا لا نسمع أنين من فيها... بيوت تحوّلت الى قبور لساكنيها الذين يعيشون على امل أن ينفضوا التراب عنهم يوماً ويبدأوا حياتهم من جديد.

 ولاحق أوقفت دورية من قوى الأمن الداخلي الأب وسلم الى مخفر برقايل لاجراء المقتضى القانوني بحقه وتحويله للقضاء المختص.