عندما يضع نفسه جبران باسيل مدافعا عن حقوق المسيحيين.
 

أولاً: اللبنانيون في قبضة التيار الباسيلي...

النائب الشيخ فريد الخازن في مقابلة تلفزيونية على قناة الMTV في برنامج بيروت اليوم، ينطق بلسان اللبنانيين جميعاً، على اختلاف مناطقهم وطوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم الحزبية والفئويّة، ينطق بلسان الجوعى والمرضى والبائسين والعاطلين عن العمل والواقفين في طوابير السفارات بحثاً عن فرصة خروج من الجحيم "الوطني" الذي ألقتهم به جماعة الوزير جبران باسيل، وذلك بالتّعطيل المتمادي لتأليف حكومة جديدة فاعلة،و  سعياً وراء مكاسب شخصية وحزبيّة مُغلّفة ب"حقوق المسيحيين" والرئيس القوي ومسيرة الإصلاح والتغيير التي أدّت إلى خراب البلد على كافة الصُّعد حتى اليوم.

ثانياً: الفساد المستشري في عهد باسيل...

يُسمّي الشيخ فريد الخازن الأشياء بمسمّياتها، لم ينفعنا أقوى زعيم في بيئته المسيحية، ولا نواب مسيحيين بأصوات مسيحية، ولا حكومة مُعلّقة ولادتها منذ حوالي ثمانية أشهر بالوزير الحادي عشر، وذلك كي يكتمل الثُّلث المعطّل بيد وزير واحد هو جبران باسيل، الغارق في الفساد مع تياره الذي فقد صفات اسمه. يقول الخازن جازماً: لم يخرج من حقائب مجلس الوزراء صفقة بالتراضي، إلاّ وكانت فاسدة ومعيبة، يتقاسم حصصها مسؤولون فاسدون، وعلى رأسهم جبران باسيل، يقول الخازن واثقاً، وهاهو ملف الكهرباء خير دليلٍ على ذلك، منذ صفقة البواخر الأولى عام 2011، والتي وضع باسيل فيها يده على مليار ومائتي ألف دولار من خزينة الدولة، مع إطلاق الوعود بحلّ مشاكل الكهرباء نهائياً، وها نحن على مشارف العام 2019 ، ومشاكل القطاع في أزمة دائمة.

إقرأ أيضًا: قمّة الهُزال والضعف .. ضيعان ملايين الدولارات

ثالثاً: إدمان التعطيل المتمادي...

منذ أن أطاح باسيل بحكومة الحريري الأولى عام 2011، ونجح في وضع اليد على نصف أعضاء حكومة ميقاتي الثانية، بعد تعطيلٍ طويل لعملية التأليف، بانتظار توزير صهر الجنرال عون أو "ستّين عمره ما تكون حكومة"، وبعدها تعطّل تأليف حكومة تمام سلام حوالي عشرة أشهر، ،ليدخل البلد بعد ذلك في سُباتٍ عميق مدة ثلاثين شهراً بانتظار انتخاب الجنرال عون رئيساً للجمهورية، وهذه كلها معارك ظافرة، في نظر باسيل، لم يخسر فيها حبّة خردل، بل راح يراكم الانتصارات التي عززها بوضع اليد على الرئاسة الأولى، واليوم يريد أن يُقنع اللبنانيين المسيحيين عامّةً، والموارنة خاصّةً، بأنّ التّعطيل يصُبُّ في مصلحتهم العليا واحقاق حقوقهم، ليُعلّق الخازن بمرارة: إنّما يحاول باسيل وضع اليدّ على حقوق المسيحيين بعد وضع يده على تيار الجنرال عون، ومصادرة دور رئيس الجمهورية وموقعه، ذلك أنّ الخازن يُفصح عن معلوماتٍ موثوقة بسعي الرئيس عون لتيسير تأليف الحكومة مرّاتٍ عدّة، وكان الوزير باسيل يطيح بها بلا هوادة ولا رويّة، والنتيجة الدرامية اليوم كما يقول الخازن: طار البلد..لم يعُد ينفع وزير بالزائد أو وزير بالناقص، لم تُجد نفعاً تبجُّحات انتخاب النواب المسيحيين بأصوات مسيحية، طالما أنّ المسيحيين (شأنُهم شأن المسلمين) يجوعون ويعرون ويمرضون بلا رعاية صحية ويهاجرون،، البلد يغرق، يقول الخازن، وبدل أن يمُدّ ولي العهد والوصيّ عليه خشبة خلاص ويُسهّل تأليف الحكومة، يعمد إلى دفع البلد إلى مهاوي الفراغ والمزيد من الغرق في مختلف الأزمات والمصاعب.

تحيّة للشيخ الخازن، نائب ماروني يُمثّلنا ويُمثّل لبنان حقّاً، لعلّنا نهتدي جميعاً إلى سفينة النجاة.

قال المتنبّي: 

وما انتفاعُ أخي الدنيا بناظره 

إذا استوت عنده الأنوار والظّلمُ.