وكخطوة إستباقية لهذا النقاش المرتقب، نقول وبالفم الملآن إن فشل القمة وهذه الصورة المزرية التي وضع فيها لبنان هو نتاج تراكم من اللاوطنية
 

ما أن تنطلق آخر طائرة حاملة معها آخر موظف مشارك بالقمة الإقتصادية العربية، ستنطلق معه في بيروت عجقة تحليلات واتهامات ونقاشات كنفشارية عن أسباب وظروف فشل هذه القمة ومستواها المتدني الذي يكاد أن يصل إلى حدود المهزلة. 

فريق العهد وإعلامه سيحمل أخصامه طبعا مسؤولية هذا الفشل الذريع، هذا إن أقر بالفشل، ولم يكابر كالعادة ويضيف إقامة هذه القمة الهزيلة الى لائحة إنجازات العهد ودبلوماسية صهره. 

إقرأ أيضًا: ماذا تعني كل هذه الحفاوة بإستقبال ديفيد هيل؟

وبالمقابل طبعًا سوف نسمع من الفريق الخصم للعهد اتهامات تحمل العهد وفريقه مسؤولية هذا الفشل، وكالعادة سيضيع المتهم وتضيع معها فرصة تحمل المسؤوليات ونخسر مرة جديدة فرصة الإستفادة من هذه النكسة السياسية والإقتصادية لأن كل فريق يريد أن يسجل هدفًا في مرمى خصمه ويكون الخاسر بالنهاية كما جرت العادة هو لبنان ومستقبل لبنان. 

وكخطوة إستباقية لهذا النقاش المرتقب، نقول وبالفم الملآن إن فشل القمة وهذه الصورة المزرية التي وضع فيها لبنان هو نتاج تراكم من اللاوطنية واللا إحساس بالحد الادنى من مراعاة المصلحة الوطنية العليا التي يتحلى بها معظم زعماء البلد، وما هذا الفشل الا واحد من منظومة الفساد المالي والسياسي الضارب في أداء الزعماء والمتزعمين عندنا. 

إقرأ أيضًا: انطوان حبشي: رصاصتان ... ووردة

والملفت في هذا السياق، أن العهد وصهره قد أخفقا في بلورة رؤية لبنانية وسطية جامعة تتمايز عن بقية الأطراف تنشل لبنان من وسط تطاحن المحاور على أرضه،، بل ما سعى اليه رئيس الدبلوماسية عندنا وصهر العهد هو الجري خلف المحورين معا، فمرة يحمل لواء محور سوريا ويقاتل لدعوتها الى القمة، وبنفس الوقت يتحالف مع المحور السعودي ويقدم نفسه خصما لدودًا عنيدًا للمحور الاخر. 

وطبعًا، خلال هذه النطنطة "الولادية" بين المحورين التي يتذاكى من خلالها جبران باسيل تكون العين دائمًا على خلافة عمه وليس أي شيء اخر، وعليه فقد أصاب العهد ومعه كل الوطن هذا الوهن والخسارة وفقًا للمثل الروسي القائل: "الصياد الذي يركض خلف أرنبين لا يمسك بأي أرنب"، وهذا ما أصاب القمة.