أبت العاصفة ميريام أن ترحل إلا وأن تأخذ معها شاب قرر أن يفدي شقيقته بروحه، هكذا ودع ماهر وفرح الحياة....
 

مأساة جديدة تُلاحق اللاجئين السوريين في لبنان مع كل عاصفة تهب على هذه القطعة الجغرافية الصغيرة، فبعد "نورما" التي شرّدت 8000 لاجئ سوري جراء تضرر مخيماتهم من الثلوج والطوفانات، ها هي "ميريام" تحصد ضحيتان جديداتان من النازحين ومنهما طفلة لم تتجاوز السبعة أعوام والتي غرقت بفعل السيول الناجمة عن العاصفة في منطقة "العاقبية" الجنوبية.


وفي التفاصيل، أشارت المعلومات إلى أن "الطفلة فرح كانت تتمشى على حافة مجرى مائي هادر السيول الناجمة عن العاصفة، لكن سرعان ما انزلقت فرح لتقع في المياه، صارخةً آخر صرخة لأخيها الأكبر ماهر (21عاماً) الذي سارع لإنقاذها، رامياً بنفسه في التيار المائي غير آبهاً بحياته ولا بعائلته الصغيرة التي استقبلت مولوداً صغير لماهر والذي لن يرى والده بعد أن كان "الموت" مصيره كمصير شقيقته، فراحت السيول الجارفة والمياه الباردة تُقلّب جسديهما لترميهما جثتين باتجاه البحر!

إقرأ أيضاً: لبنان على موعد مع 24 بند و3 أيام تنموية!


وكانت عناصر من الجيش اللبناني ومفرزة شواطئ الجنوب في قوى الأمن الداخلي قد حضرت إلى المكان للبحث عن فرح وماهر، بالتعاون مع فصيلة درك عدلون والأمن العام وأمن الدولة وفرق من وحدة الإنقاذ البحري في الدفاع المدني واتحاد بلدات ساحل الزهراني وكشافة الرسالة الإسلامية.


وبعد عملية البحث الطويلة تم العثور اولاً على فرح جثة هامدة مرمية على شاطىء البحر حاضنةً تراب البساتين الواقعة على الشاطئ، وبعدها استمرت عمليات البحث عن شقيقها ماهر حتى ساعات المساء.


ومع إنتهاء "ميريام"، إنتهت حياة فرح وماهر، كما انتهت حياة غيرهم من اللاجئين والأطفال السوريين إن كان بفعل الحرب او التهجير وحتى قوة الطبيعة!!