رأى القيادي في تيار "المستقبل" ​مصطفى علوش​ أن "التمثيل العربي في القمة التنموية يرتبط أيضاً بمسار القمّة وبما سيُطرَح من أمور خلالها. وإذا كان العرب يريدون أن يدعموا ​لبنان​ ويدفعوا ب​طهران​ الى خارجه أكثر فأكثر، فإنهم سيطلبون إلتزامات بهذا الخصوص لا تزال ضائعة منذ سنوات. ولذلك، كانت توجد طروحات مرتفعة السّقف بالنسبة الى ​سوريا​، في هذه اللّحظة، من باب القمة الإقتصادية، وهي مرتبطة بإخراج طهران منها والبدء بدخول العرب من جديد من خلال الباب الإقتصادي".

ولفت في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" الى أنه "يبدو أن عوائق جديّة توجد بهذا الخصوص. مع الإشارة الى أن ملف لبنان وسوريا يرتبطان ببعضهما البعض، ولا يُمكن الذهاب نحو انتعاش لبناني على المستوى الإقتصادي بمعزل عن الملف السوري، إلا إذا كان هذا الإنتعاش يرتبط باستثمارات ريعية أو دعم مالي أو أي شيء من هذا النوع، أما الدعم الإقتصادي الفعلي وفتح المجال للإستثمارات في لبنان، فهو ملف يرتبط أيضاً بالملف السوري في هذا المجال".

وأضاف علوش:"مجرد انعقاد القمة التنموية في ​بيروت​، والإصرار على ذلك رغم العوائق، فهذا يعني وجود هدف من هذا الأمر. وبالقدر الذي يمكن للبنان أن يبتعد فيه عن القبضة الإيرانية، يقترب العرب منه أكثر ولذلك، ترتبط القضية الأساسية بهذه النقطة، ولكن البرنامج المتعلّق بها لا يزال غير واضح".

ورداً على سؤال حول صمت دمشق عن تأخير عودتها الى ​الجامعة العربية​ وعدم إشراكها في قمة بيروت، بالإضافة الى صمت أحزاب "البعث" و"القومي" وعدم حماستها رغم ما قامت به حركة "أمل" في بيروت منذ أيام، وهو ما يُمكن أن يكون أن سوريا تراعي خطوطاً معيّنة مع العرب، أجاب علوش:"مجرد أن تفتح السفارة الإماراتية أبوابها في سوريا، فهذا يعني وجود نوع من الإشارة الإيجابية أو نوع من مقدمة باتّجاه نظام ​بشار الأسد​، وهي أنه بالقدر الذي فلت فيه الرئيس السوري بشار الأسد من القبضة الإيرانية يُمكننا نحن العرب أن نقترب منك".

وتابع:"نظام بشار الأسد يريد عملياً أن يتخلّص من الإيرانيين في سوريا، الإيرانيون ساعدوه على البقاء، وتكبّدوا خسائر من أجل ذلك، ولكن في النهاية يبقى أن الأسد ليس مضطراً بوجود ​روسيا​ أن يدفع الثمن لجهتَيْن وأكثر من ذلك، فإن الروس بالتأكيد ليسوا مضطرين الى أن يتشاركوا والإيرانيين بالسلطة في سوريا"، مشيراً إلى أن "الأسد يوافق ضمنياً على ما تقوم به ​إسرائيل​ من استهداف للمواقع الإيرانية في سوريا، كما أنه يوافق على ما يقوم به الروس بتفاهماتهم مع ​الولايات المتحدة الأميركية​ بخصوص مستقبل سوريا".