فيما تنشدّ الأنظار اليوم إلى الصرح البطريركي في بكركي الذي يستضيف رؤساء الكتل النيابية والأحزاب والتيارات والنواب الموارنة للتداول في سبل مواجهة الاوضاع والتطورات والأزمات، تستعد دار طائفة الموحدين الدروز لاحتضان اجتماع تعقده الهيئة العامة للمجلس المذهبي بعد ظهر الغد. وفي هذا الإطار، علمت «الجمهورية» انّ «الاجتماع استثنائي نتيجة الاوضاع الضبابية والمتشنّجة التي تشهدها البلاد على المستويات كافة».
 

«ما منقدر نكَفّي هيك». هذا ما لم يقله شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز في لبنان الشيخ نعيم حسن بالفم الملآن في لقائه مع الإعلاميين أمس في دار الطائفة، إنما لمّح إليه مراراً في تشديده على انه «من المعيب» بقاء الوضع على حاله، بما فيه الستاتيكو السياسي، والتدهور الاخلاقي، الانحطاط الإعلامي، والتراشق الكلامي على وسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها من القضايا التي تزعزع أساسات المصالحة سواء في الجبل أو على صعيد الوطن.

كواليس الاجتماع

كخليّة نحل تبدو دار الطائفة في فردان، فيما تتواصل الاستعدادات لعقد القمة الاقتصادية التنموية العربية، فالدار منشغلة بتدابير لوجستية وأمور خاصة بها يطغى عليها ترتيب البيت الداخلي. فغداً الخميس، لن يكون عادياً في حسابات أهل الدار، انما أقرب إلى فحص ضمير، مراجعة حسابات خاصة، تحديد خطوات المستقبل القريب وتكريس وحدة الصف مع التشديد على فكرة الاعتدال.

على وقع التحضيرات للإجتماع الذي يترأسه شيخ العقل، والذي يضم نحو 95 شخصاً، يقول مصدر خاص لـ«الجمهورية»: «يضمّ الاجتماع الهيئة العامة للمجلس المذهبي المكوّنة من النواب الدروز الحاليين والسابقين، والوزراء الدروز الحاليين فقط، قضاة المذهب، الاعضاء الدائمين، والأعضاء المنتخبين الذين يمثلون كافة شرائح المجتمع، بالاضافة إلى ممثلين عن هيئات دينية في المناطق وعن الاطباء، المهندسين، وكل قطاعات المهن الحرّة والاجتماعية».
يلفت المصدر إلى «انّ اجتماعات الهيئة دورية، وهي تُخصص لمناقشة الامور العامة ضمن الطائفة، ولإقرار الموازنة، وبعض المسائل التي تحتاج إلى تصديق، وتصويت، بأكثرية معينة. إلّا انّ اجتماع الغد هو استثنائي، خصوصاً انه يأتي بعد مدة وجيزة من انعقاد الهيئة الذي كان في المرة الاخيرة في 28 كانون الاول 2018».

أمّا بالنسبة إلى أبرز المشاركين، فيقول المصدر: «رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط هو عضو في الهيئة العامة، النائب تيمور، والنواب والوزراء»، مشيراً إلى انّ رئيس «الحزب الديموقراطي» النائب طلال إرسلان يحق له المشاركة لكنه يقاطع المجلس المذهبي، ولا يعترف بشرعية المجلس، لذا لا يحضر، وبعض النواب السابقين غير الراضين على المجلس، رغماً انّ المجلس قانوني وله قانون في المجلس النيابي».

أبرز المواقف

اليوم قمة بكركي، وغداً اجتماع في دار الطائفة، هل هو موسم ترتيب البيت الداخلي؟ يجيب المصدر، متوقفاً عند الاسباب التي استدعت الاجتماع، فيقول: «ما من رابط بين القمة التي ستشهدها بكركي والاجتماع في دار الطائفة، ولكن لا يخفى على أحد انّ ما نشهده في الفترة الراهنة وما تعيشه البلاد من خطورة وضبابية واهتزاز يُحدق بالمؤسسات الرسمية وخوف مشترك على المستقبل، إستوجب علينا ان نلتقي ونتباحث داخلياً وبعيداً من الإعلام». أمّا بالنسبة إلى أبرز المواقف التي ستطلق، يقول المصدر: «تشديد على تعزيز روح الاخوة ودعم الدولة والمؤسسات، وخط الاعتدال، كذلك سيحمل الاجتماع رسالة تؤكّد الابتعاد عن المواجهة أو الصدام مع أحد، لا من الداخل، ولا من الخارج». ويضيف: «سنجتمع لمعرفة آراء بعضنا، وللتباحث، فقد آن الوقت للنقاش الصريح في مواجهة المستجدات ومعالجة الامور». كذلك لن يغيب عن بال الهيئة الاشارة إلى تحديد سياسة الرد حيال أيّ سهام قد توجّه إلى المجلس، لذا يقول المصدر: «سيحمل الاجتماع تأكيداً على ضرورة الانتاج والعمل بهمة أكبر كرد على الطعن بشرعية هذا المجلس. وإنّ أيّ إشارة سلبية باتجاه مشيخة العقل، سيكون الرد عليها في العمل، وخدمة الناس أكثر وأكثر».