لم يبق المفتي مفتياً ولا الشيخ شيخاً ، بل أصبح جابياً للأموال، ومتعطشاً للنساء الجميلات، حتى انزلق وغرق في نزوته المكبوتة منذ سنينه العجاف
 

سأبدأ بما ورد عن أئمة أهل البيت (ع) من أنه "من نصَّب نفسه للناس إماماً فليبدأ بوعظ نفسه" وما ورد عن الإمام علي (ع) قوله: " إنَّ الله فرض على أئمة العدل أن يُقدِّروا أنفسهم بضعفة الناس".

هنا نقدّم بعضاً من النماذج المخلصين والعلماء الوعاظ الذين تجرَّدوا عن كل غاية إلا النصح والإخلاص لله والناس والإنسانية عسى أن ننتفع بها وينتفع بها كثير ممن تبوؤوا مناصب في الإفتاء والقضاء وممن نصب نفسه إماماً على الناس وواعظاً لهم ناسياً نفسه وأولاده وعياله من تهذيب النفس وتأديبها.. منهم الشهيد الثاني زين الدين العاملي،بالرغم من علو علمه ومكانته كان ينقل الحطب على ظهره إلى أهله لعجزه عن أجرة خادم، والسيد محسن الأمين تلك العظمة التي أحاطت به وبعلمه لا يملك بواباً ولا حاجباً ولا سيارت مرافقة له، والفقيه الشيخ محمد جواد مغنية،الذي ترك منصبه نتيجة خوفه وإيمانه وتقواه، وانصرف إلى العلم والفقه وأغنى الفكر والإنسان مما ألَّف وكتب.. وغيرهم ممن زهدوا وكانوا تجارب حية في القول والفعل، عاش هؤلاء وأمثالهم في الحرمان وهم يرون أنَّ الأموال تجبى من العامل والفلاح وغيرهما في شرق الأرض وغربها ليبذرها الخونة والمقامرون والمتاجرون بإسم الدين والعمة والمنصب، ويمتلكون بها الدور الشاهقة والأموال وتجارة البشر والحجر والذهب والفضة ويرمون أوساخهم في عقول الطيبين البسطاء، ويدخلون على بيوت الناس بألسنتهم المالحة والكالحة لأنهم يعانون من هوس ومرض وكبت شهواني لأنَّ الحياة كانت ضاغطة عليهم، وقسوة قوتهم، لأنهم تربوا في مطاحن الشوارع، ففرضت عليهم التسلح بأي قناعٍ لتأمين شهوانيتهم واحتياجاتهم، لهم ولعيالهم وأولادهم الذين لا يعرفون أدباً وأخلاقاً، وبهذا استحصل بعضهم على زاده المادي والثري بطرق ملتوية ألبسها عناوين خداعة ليخدع البسطاء والمؤمنين والمؤمنات، فزاد لذةً مضاعفةً وإرضاءاً لنفسه الجامحة ولرغباته الشيطانية، وهكذا أصبح المفتي بلا فتوى تحرِّم عليه الإقتراب من حدود الله،  لم يبق المفتي مفتياً ولا الشيخ شيخاً ، بل أصبح جابياً للأموال، ومتعطشاً للنساء الجميلات، حتى انزلق وغرق في نزوته المكبوتة منذ سنينه العجاف، وأصبحت المرأة هاجس نفسه وقلبه وبقبق عينه ليتصفَّح ما حرَّم الله علينا، ليرسم في مخيلته أشكالاً وتضاريس ليصبح سكراً على شفاه النساء...

اقرا ايضا : مطرقة الأحزاب على رؤوس الشعب

 

 اللهم إننا نعوذ بك من هؤلاء المشعوذين، ونعوذ بك يا رب من نفسٍ لا تقنع، وبطنٍ لا تشبع، وقلبٍ لا يخشع، ودعاءٍ لا يُسمع، وعملٍ لا ينفع، وصلاةٍ لا ترفع...