لماذا ينأى حزب الله بنفسه عن زيارة هيل وتداعياتها؟
 

ليست هي المرة الأولى التي يزور فيها لبنان مسؤول أميركي رفيع، و"يفتل" على معظم المسؤولين اللبنانيين باستثناء حزب الله طبعًا، ولطالما كانت أهداف الزيارة وأسبابها مجهولة معلومة تخضع للتحليلات مرة وللتسريبات مرات ومرات.

الجديد في زيارة وكيل وزارة الخارجية الاميركية هذه المرة والتي استمرت ليومين متتاليين، هو أن هدف الزيارة وغايتها ونوايا الزائر معلنة ومكشوفة، قبل وأثناء الزيارة.

ولم يخف هيل أن السبب الهدف الاول والاخير هو التحريض على حزب الله، ورفع السقف السياسي وغير السياسي في مواجهة الحزب وممارسة المزيد من الضغوط عليه، وإهانته بكل صلافة عبر تسميته بالمليشيات، والطلب من كل مستقبليه الانضمام الى مسيرة المواجهة المباشرة معه.

إقرأ أيضًا: تطيير القمة الإقتصادية أو تطيير العهد؟؟

أمام هذا الواقع، لا بد من التوقف أمام نقطتين اثنتين تدعوان للدهشة:

الأولى هي هذا الصمت المطبق لحزب الله وحلفائه وعدم وجود اي ردة فعل إستنكارية رافضة لأصل الزيارة على غرار منع الوفد الليبي، فتعالوا نتصور مثلًا أن موفدًا من الخارجية السعودية مثلًا، يزور لبنان حاملًا نفس أجندة هيل! (لكم أن تتصوروا ردة الفعل).
 
النقطة الثانية هي هذه الحفاوة وحُسن الاستقبال من قبل معظم من نالته بركة الزيارة ومنهم وفي مقدمهم حلفاء حزب الله، الذين لم يتكرموا على الحزب ولو بعبسة إستنكارية أو تجشم وتقطيب الوجه واستعمال لغة الجسد بما أنهم عاجزون عن إستعمال لغة اللسان الواضحة والفصيح.

إقرأ أيضًا: انطوان حبشي: رصاصتان ... ووردة

لو كنت أنا بموقع القرار في حزب الله، لدعوت الى جلسات مفتوحة ودراسة معمقة عن أسباب هذه الحفاوة التي يتلقاها خصوم الحزب من معظم المسؤولين اللبنانيين، لان فيها تكمن معاني عميقة  تدل على فشل تسويق فكر حزب الله ومشروعه، وأن كل هذه التحالفات المنسوجة لا تعدو أكثر من تحالفات مصالح من جهة أو تحالفات بالقوة والإخضاع ليس إلا، وباللحظة التي يتمكن فيها اللبنانيون من التعبير من خصومتهم للحزب سيكشفون عن وجههم الحقيقي بل سيكونون عونا لأعداء الحزب وليسوا مناصرين له ... وهذا ما بدا واضحًا جليًا من كل تلك الحفاوة للسيد هيل، في عز دين إنتصار محور الممانعة!! فكيف سيكون الحال إذا ما إصاب هذا المحور شيء من الوهن والضعف في القادم من الأيام حين تأخذ العقوبات الأميركية مأخذها؟؟!! 

فهل يعتبر حزب الله، ويقوم بإعادة قرأة لتموضعه، أم انه سيكتفي بالاتكال على سلاحه لفرض رؤيته والاستمرار بسياسة التخويف والتعطيل والتخبط وإدعاء الإنتصارات الظاهرية والواهية؟؟!! ويبقى مأخوذًا بما هو عليه حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.