من تسنى له أن يعرف إنطوان عن قرب، يدرك سريعًا أنه سيشكل عبئًا ثقيلًا على كل العاملين بالشأن العام في المنطقة
 

كأنه لا يكفينا كل هذا الإنحلال والتفكك وما يصيب الوطن من تشلّخ سياسي واقتصادي، فلا الدولة دولة، ولا العهد عهد فلا هو قوي فننعم بقوته ولا هو ضعيف فنبرّر ضعفه، انه عهد اللاعهد الشاهد الغائب على انهيار ما تبقى من وطن.

ونحن نقف على حافة الهاوية، نسمع بخبر إطلاق رصاصتين على منزل النائب الدكتور إنطوان حبشي، رصاصتان نعرف وتعرفون أنها رسالة سوداء من قلوب سوداء وعيون لا تقدر أن تنظر إلى النور ويزعجها الضوء فتسعى إلى إطفائه بدل معالجة عيونها. 

إقرأ أيضًا: حزب الله: لقد هزمتنا نورما

من منا لم يعرف أو يسمع بالنائب إنطوان، هذا النائب الإستثنائي في زمن الانحطاط، حتى أنه تحول بأشهر قليلة بموقعه النيابي إلى أيقونة إنسانية يفتخر بها أبناء البقاع وحزب القوات اللبنانية ونحن أيضًا أصدقاؤه ومحبوه.

من تسنّى له أن يعرف إنطوان عن قرب، يدرك سريعًا أنه سيشكل عبئًا ثقيلًا على كل العاملين بالشأن العام في المنطقة، ليس بسبب إنجازاته الضخمة، ولا بسبب قدراته التشريعية الاستثنائية، وإنما بسبب ما يحمل بين جنبيه من روح إنسانية عظيمة ومن إرادة وطنية حقيقية تذوب على أعتابها كل آفات المجتمع اللبناني بدءًا من المذهبية ووصولًا إلى الحزبية مرورًا بالأنا القاتلة التي لا تعرف إليه سبيلًا. 

إقرأ أيضًا: تطيير القمة الإقتصادية أو تطيير العهد؟؟

لعل مشكلة إنطوان الكبرى، انه النائب القواتي الماروني الذي يكتشف فيه شيعة بعلبك الهرمل أنه أقرب ما يكون إلى الإمام موسى الصدر حامل لواء الدفاع عن المحرومين وأنه يُجسّد عمليًا روح عباس الموسوي خادم الفقراء والمستضعفين أكثر مليون مرة من مدّعي الإنتماء إلى الإمام الصدر والسيد عباس. 

وإن كنت على يقين بأن الرصاصتان "الرسالة"، لن تزيد إنطوان الا إصرارًا على إيمانه بلبنان ومزيدًا من شغفه لمنطقته الا أنه لا يسعني في هذا المقام إلا أن أشدّ على يديه وأتضامن معه ومع أمثاله وأن أرسل له من جنوب الجنوب تحية .... ووردة.