جولة اليوم على الصحف الفرنسية تهتم بالرسالة التي وجّهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الإثنين في 14/01/2019 إلى الفرنسيّين للمشاركة في نقاش وطني كبير بهدف الخروج من الأزمة الناجمة عن تحرّك السُترات الصفراء.
 

"الكتابة من أجل التدارك" عنونت "ليبراسيون" في إشارة الى رسالة ماكرون للفرنسيين. رسالة، تقول الصحيفة، تضع أسس النقاش الوطني الكبير الذي يفترض أن يجيب على أزمة "السترات الصفر" التي تضغط على الحكومة الفرنسية منذ نحو شهرين.

الضرائب والمؤسسات والانتقال الإيكولوجي وغيرها من المواضيع والقضايا- تضيف "ليبراسيون"- يطرحها الرئيس الفرنسي عبر ثلاثين سؤالا يُحاول خلالها تأطير المشاورة الوطنية التي تبدأ غدا الثلاثاء. فهل سيكون هذا النقاش الوطني الكبير كافيا للخروج من الأزمة؟ تتساءل اليومية الفرنسية.

رسالة ماكرون- تتابع "ليبراسيون"- تدعو الفرنسيين الى صياغة مقترحات بهدف بناء "عقد جديد للأمة"، وترتيب عمل الحكومة والبرلمان، وأيضا تحديد المواقف الفرنسية من القضايا الأوروبية والعالمية. رسالة ختمها الرئيس الفرنسي في توجهه إلى الفرنسيين: أريد أن أحوّل معكم الغضب إلى حلول، لنعتمد ضرائب أكثر عدلا وأكثر جدوى لتمويل التحوّل الإيكولوجي، وجعل الديمقراطية تشاركية أكثر، وأيضا مواجهة تحديات الهجرة.

ماكرون يدعو الفرنسيين الى نقاش دون ممنوعات

هكذا علقت صحيفة "ليزيكو" قائلة إن رسالة رئيس الدولة التي وجهها غداة الفصل التاسع من تعبئة السترات الصفراء، تطرح جملة من الأسئلة والقضايا وتدعو الفرنسيين الى النقاش بشأنها حتى الخامس عشر من آذار- مارس. هذا النقاش الوطني الكبير أعلن عنه ماكرون في شهر ديسمبر الماضي- تذكّر اليومية الفرنسية- للخروج من أزمة السترات الصفراء التي تعكر ولايته الرئاسية.

وبالنسبة لماكرون- تتابع "لزيكو"- "لا توجد أي أسئلة محظورة" فالرئيس الفرنسي قال في رسالته: "قد لا نتفق على كل شيء وهذا أمر طبيعي إنها الديمقراطية، ولكن على الأقل سنكشف للعالم أننا شعب لا يخاف من التحدث والتبادل والنقاش". فمن خلال هذا النقاش- تابع ماكرون في رسالته- يمكن أن يتبلور مشروعنا الوطني والأوروبي، ويمكن أن يخرج النقاش بأفكار جديدة حول المستقبل الذي نريد بناءه. ووعد الرئيس الفرنسي- كما تشير "ليزيكو"- بعقد جديد للأمة. ورأت اليومية الفرنسية أن على ماكرون أن يُقنع شريحة من الفرنسيين قد ترى في مبادرته مجرد مناورة واسعة.

المكان الآن للحوار

بدورها صحيفة "لاكروا" توقفت عند رهانات النقاش الوطني الكبير في فرنسا وقالت في افتتاحيتها : من "الغضب الى الحلول" إن هذا هو هدف الرئيس الفرنسي من خلال هذا الحوار الذي استدعته أزمة السترات الصُفر. ولكن اليومية الفرنسية قللت من حجم التفاؤل في ظل صعوبة تقدير ما سيؤول اليه "صراع القوة " بين "السترات الصفراء" والحكومة. حكومة- لاحظت "لاكروا"– لا تدخل هذا الحوار بموقف قوي، ولذلك قد لا تغيّر رسالة الرئيس الفرنسي في الأمر شيئا كبيرا.

ماكرون- تخلص الصحيفة في افتتاحيتها- ربما يعوّل على الفرنسيين الذي يرفضون الفوضى والمقتنعين بطريقته للاصلاح ولكن ما قد ينقصه في هذا الظرف بالذات الذي تمر به فرنسا- بسبب أخطائه الماضية- المصداقية اللازمة للإقناع بأنه سيعمل فعلا على معالجة الهوّة الاجتماعية والجغرافية في فرنسا، ومن هنا تأتي الشكوك في أن يخرج هذا الحوار بنتائج ملموسة.

أما صحيفة "لوباريزيان" فتوقفت على الشكل بالإضافة الى المضمون، قائلة إن الرسالة المفتوحة التي وجهها الرئيس الفرنسي لمواطنيه عبر الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي هي تمرين نادر في الجمهورية الخامسة لجأ اليه فقط في السابق الرئيسان فرنسوا ميتران في 1988 ونيكولا ساركوزي في 2012 في إطار انتخابي محض. لكن السياق اليوم مختلف، فالرئيس ماكرون الذي تتخبط ولايته في أزمة السترات الصفراء إنما يسعى- بالتوجه مباشرة الى الفرنسيين-الى استعادة زمام الأمور.