الحمد للّه الذي نقلنا إلى نعمة الجاهلية، وجنّة باسيل وعهده الميمون
 

أولاً: الاحتفال "الجاهلي"...

يُعيدنا وئام وهّاب والوزير طلال أرسلان في "جاهليّتهم" إلى حقبة جاهلية تُنذر بانهيار القيم، الأول ينال من شخص مدير عام قوى الأمن الداخلي وهيبته قدحاً وذمّاً وسبّاً علنياً، بعد أن باءت "غزوة" الأمن الداخلي لبلدة الجاهلية بالفشل في إحضار وهاب مخفوراً ليمثل أمام القضاء، وتنتهي عراضة وهاب الأمنية المسلّحة بمقتل أحد مرافقيه. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل أمعن الوزير طلال أرسلان في هجومٍ عنيفٍ على شخص المدعي العام التمييزي وتحدّيه، ليُعلن بعد ذلك بداية فصلٍ جديد من وصاية سورية، كان اللبنانيون قد اعتقدوا بذهابها إلى غير رجعة: بشار الأسد انتصر.. بشار الأسد انتصر..حسن نصرالله انتصر، وها نحن بتنا تحت فيئ الانتصارات (انتصارات بطلها حزب الله طبعاً).

ثانياً: مناورة العهد القوي ونزع الاعلام الليبية...

العهد قويٌ كما "عهدناه"، وفي تحدٍّ واضح لإرادة سيد عين التينة بتأجيل القمة العربية الاقتصادية في بيروت بحضور ليبيا (المشرذمة) وغياب سوريا "المحتلّة" ، يُقيم مناورة استقبال وترحيب ونقل وإسكان الوفود القادمة في سابقة غير معهودة، ليُفاجأ في اليوم التالي بنزع العلم الليبي الذي رفرف لساعاتٍ معدودة فوق مقر القمة، ليرتفع مكانه علم حركة أمل شامخاً.

إقرأ أيضًا: الفساد والطائفة الشيعية .. تأبى الأموال إلاّ أن تُطلّ رؤوسها

ثالثاً: السادس من شباط باسيل غير السادس من شباط الأستاذ...

السادس من شهر شباط عام 1984، هو تاريخ اندلاع حركة احتجاجيّة مسلحة ضد هيمنة الجيش اللبناني التابع لرئيس الجمهورية السابق أمين الجميّل، والتي آذنت بانقسام الجيش ودخول البلد طوراً جديداً من أطوار الحرب الأهلية، وكان سيّد تلك الانتفاضة كما دُعيت في حينها، قائد حركة أمل الأستاذ نبيه بري.

بالأمس، وعلى خلفية دعوة ليبيا لحضور قمة بيروت الاقتصادية (أعلنت ليبيا انسحابها منها) واعتراض حركة أمل على ذلك، مع التّلويح بـ 6 شباط جديدة، خرج الوزير باسيل مُتحدّياً الرئيس بري، ليُنكر معرفته بـ 6 شباط عام 1984، وهو لا يعترف إلاّ بتفاهم 6 شباط عام 2006 (تفاهم عون - نصرالله)، والغرابة ليست هنا، بل ما راح باسيل ، في معرض هجومه على بري، يُعدّد مفاخره وإنجازاته، فهو لم يكن حاضراً مع عمّه الجنرال عون عام 84، ولم يساهم مع عمه في الصراعات والحروب والصدامات الداخلية والخارجية، تاريخ باسيل (مع فخامة الرئيس الحالي) الوقوف في وجه الفساد، وإطفاء الدين العام، وتأمين الخدمات الحياتيّة كافّة، وتأمين أسباب الوحدة الوطنية، وقيام حكومة فاعلة، ومجلس نيابي تشريعي، وقضاء مستقل، وبيئة نظيفة وبطالة شبه معدومة، وهذا كلّه بفضل التيار الوطني الحر الذي يقوده رجل الاستقلال والسيادة والانماء والرخاء جبران باسيل.

الحمد للّه الذي نقلنا إلى "نعمة" الجاهلية، وجنّة" باسيل وعهده الميمون.