لا يتراخى الرئيس بري في موضوع مؤتمن عليه من قبل محرومي لبنان ولا يغضّ الطرف عن أيّ شيء متعلق بإمام المحرومين
 

تفيد مصادر حليفة للرئيس نبيه بري بأن حضور وفد ليبي للتنسيق و التحضير المسبق لمسؤولين حكوميين ليبيين تمهيداً للمشاركة في القمّة الاقتصادية قد أثار غضب دولته كونه مسّ مباشر بقضية الامام موسى الصدر خاصة و أن الجهات الجديدة في ليبيا لم تقدم على خطوة ايجابية في هذا الموضوع ومازالت المواقف الليبية على ما هي عليه و لم تتغيّر رغم سقوط طاغية ليبيا معمر القذافي في مجرور الربيع العربي .

يبدو أن دفع البعض لتحصيل أشياء من دور ليبيا في القمّة أو على ضوء نتائجها دون الأخذ بعين الاعتبار حساسية الخطوة من علاقة مأزومة مع أيّ طرف ليبي طالما أن خفاء مصير الامام الصدر هو ديدن المسؤولين الليبيين الجُدُد قد فتح ملفات نائمة في أدراج كانت مقفلة حفاظاً على ما يتيح للبنانيين من فرص تلبي حاجتهم من حضور فعلي لما يسهم في بناء وحدتهم الداخلية المتصدّعة نتيجة الآلاف من الأسباب .

إقرأ ايضاً : ألف عاصفة ولا حكومة من هالحكومات

لا يتراخى الرئيس بري في موضوع مؤتمن عليه من قبل محرومي لبنان ولا يغضّ الطرف عن أيّ شيء متعلق بإمام المحرومين لذا لا يمكن بالنسبة له التخفيف من أهمية التعاطي مع ليبيا كنظام معني مباشرة بأزمة وقضية الامام الصدر و رفيقيه وان كانت الظروف تفرض نفسها على لبنان المعني لأيّ استجابة عربية دون شروط لحاجة لبنان الملحة للخيارات و القرارات العربية وخاصة في مجالات التنمية وباب المساعدات المالية .

ثمّة من يعتبر أن غياب التنسيق مع الرئيس بري في موضوع خلافي وكبير وتمادي البعض في إطلاق أعيرة كلامية ضدّ دولته والتعامل مع الحضور الليبي كأي حضور عربي قد كبّر من حجر الرئيس بري الذي اعتبر انه مسّ بمقدّس لحساب مدنس وهذا ما ألزمه برفع وتيرة الاعتراض التي اعتبرها كثيرون أنها تدخل في سياق متعدّد الوجوه ومنها ما هو متصل بالسوري وضرورة دعوة الرئيس بشار الأسد ومنها ما هو مرتبط بالدور الايراني الساعي الى خربطة أي دور عربي مهما كان في ظل حشر ايران في زواية مخيفة ومرعبة ومنها ما هو محكوم بأوضاع الداخل و الضغط بما يلزم للقبول بحكومة يتمثل فيها أحد سُنة 8 آذار وبالتالي تحديد مسار واضح لعمل الحكومة في اتباع بوصلة دمشق والتسليم الكامل بقوّة حلفاء النظام السوري في لبنان بعد أن تعذّر على العرب فرص تغيير ميزان القوى  لصالحهم في المنطقة. 

هذه الرؤية قد تكون مثقوبة أو متعدية بعض الشيئ على حقيقة النزاع الحالي بين المسؤولين الاّ انها تجد مبرراتها الكثيفة في لبننة تتيح دوماً حشد الكثير من الأسباب في أيّ اشكال أو توتر يحصل بين المسؤولين خاصة وان تدخل الغرباء يُذكي من ذلك ويدفع به الى واجهة الأسباب الرئيسية .

في العودة الى المصدر المسؤول ثمّة اتفاق كان يقضي بتمثيل ليبيا في قمّة بيروت العربية بمندوب الجامعة العربية أو ممن هو خارج المراكز الأولى في الحكومات الليبية التي تتناصف المسؤوليات في أجهزة السلطة نتيجة الحرب التي تعصف بهم على خلفية متعددة الأسباب من تمسك الجميع بكراسي السلطة الى تغذية الصراع الداخلي بصواريخ متعددة الرؤوس لإبقاء ليبيا ساحة حرب مفتوحة ريثما يستسلم الجميع لمشروع حلّ يلبي مصالح الدول الكبرى .