ان فرملة الإندفاعة العربية جاءت في اتجاه التطبيع مع سوريا، لتؤكد انقلاب المشهد الخارجي، وانعكاس النزاعات الخارجية على الداخل، ما يدلّ إلى أنّ العقد الحكومية ليست داخلية بل لها تداعيات خارجية
 

فيما غابت أزمة التأليف الحكومي عن خشبة المسرح السياسي من دون صدور أي مواقف جديدة في شأنها سلبًا أو إيجابًا، إنصَبّت الإهتمامات الداخلية والخارجية حول انعقاد القمة العربية الإقتصادية المقررة في بيروت في 19 و20 من الشهر الجاري. 

في المقابل، لاحظت مصادر سياسية معارضة لفريق 8 آذار نقلًا عن صحيفة "الجمهورية"، أنه عوضًا عن أن تكون الحكومة العتيدة انطلاقة جديدة للبنان لثبيت استقلاله واستقراره وجَلب مساعدات لبناه التحتية، بعدما كشفت العاصفة المناخية الأخيرة أنّ هذه البنى هي بنية الفساد، إستمر التعثّر وتقدّمَ مسار التعطيل، فانقضى أكثر من 7 أشهر وكأنّ التأليف لا يزال في المربّع الأول.

وفي السياق ذاته، أضافت أنه "بدلًا من أن يكون القرار الدولي الرقم 1701 والخط الأزرق ضمانًا لحماية حدود لبنان، لم يُصر إلى الإلتزام به، بل عاد التوتر إلى الحدود الجنوبية متنقّلًا بين الأنفاق التي بناها حزب الله والجدار الاسمنتي الفاصل الذي تبنيه إسرائيل". 

وقالت: "إنّ القمة الإقتصادية العربية التي يُفترض أن تنعش دور لبنان العربي في هذه المرحلة وتعزز دور الدولة فيه، تتحول أزمة كبرى بلغت شظاياها النقد اللبناني، ليتبيّن يومًا بعد يوم أنّ تعطيل القمة العربية لم يكن على خلفية لوجستية وتقنية، إنما لوجود قرار سوري ـ إيراني بمنع العرب من أن يجتمعوا في لبنان، في رسالة إلى الخارج بأنه لم يعد جزءاً من الجامعة العربية بل بات في المحور الإيراني ـ السوري، والمؤسف أنّ أطرافًا لبنانية تتولّى هذه المهمة والإعتداء على صلاحيات السلطة التنفيذية، إذ أنّ انعقاد القمة مسألة حصرية برئيس الجمهورية والحكومة اللبنانية وليس لأيّ مؤسسة دستورية اخرى علاقة بالأمر".

من جهة أخرى، ووفق المصادر نفسها، فإنه بالإضافة إلى هذه الأزمات "يبقى النزاع الأميركي ـ الإيراني والعقوبات الأميركية على طهران هو الأهم، إذ من المفترض أن تسير الأمور في المنطقة على إيقاعه، إضافة إلى مواقف وزير الخارجية الأميركية مارك بومبيو أمس الأول التي جاءت بعد حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن سحب قواته من سوريا، فأكدت مواقف الأول أنّ الوضع يسير نحو المواجهة لتحجيم نفوذ ايران، خصوصًا بعدما أتى بومبيو على ذِكر حزب الله ولبنان، وكشفَ عن محور عربي يضمّ مصر والأردن ودولًا خليجية، لمواجهة نفوذ طهران التي ردّت بعرقلة تأليف الحكومة في لبنان وهذه العرقلة تزامنت مع فرض العقوبات عليها".

وفي السياق عينه، تضيف الصحيفة، "ان فرملة الإندفاعة العربية جاءت في اتجاه التطبيع مع سوريا، لتؤكد انقلاب المشهد الخارجي، وانعكاس النزاعات الخارجية على الداخل، ما يدلّ إلى أنّ العقد الحكومية ليست داخلية بل لها تداعيات خارجية". 

حيث اعتبرت المصادر "أنّ ما يجري هو رسائل إقليمية للبنان وكذلك رسائل من الثنائية الشيعية في وجه العهد، إضافة الى محاولات خلخلة العهد عبر عرقلة تشكيل حكومة من خلال الإصرار على تمثيل سنّة 8 آذار، وصولًا إلى محاولة تفشيل القمة ما ينعكس سلبًا على العهد، ولكنّ الأمور ستبقى ضمن الضوابط السياسية".